المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبيكان: أرفض نشر "بنات الرياض".. وهذا "سر" توزيع "لا تحزن"


النايف
11-03-2010, 01:19 PM
أقول بالفم المليان "الكتاب يحتضر".. ومؤلفون يأتون لنا بـ"قصاصات ورق"
العبيكان: أرفض نشر "بنات الرياض".. وهذا "سر" توزيع "لا تحزن"

عبدالعزيز العصيمي – سبق – الرياض: عزا محمد العبيكان المدير التنفيذي لـ"مكتبة العبيكان" لـ"سبق" أسباب تجاوز توزيع كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني ثلاثة ملايين نسخة إلى صدور الكتاب قبل 10سنوات؛ حيث لم تكن هناك ثورة للمعلومات كما هي الآن، إضافة إلى خدمة الكتاب إعلامياً وتسويقياً بشكل جيد, والأهم من ذلك أن الشيخ عائض له قبول لدى الناس؛ فهو رجل وسطي ومعتدل, يطرح أفكاراً جيدة.

واعترف "العبيكان" بالتراجع الكبير لسوق الكتاب الآن، وقال: "أقول بالفم المليان وبصوت عال: الكتاب في هذه الأيام يحتضر". مرجعاً ذلك إلى وجود مؤثرات كبيرة جداً على حركته، وقال: أنا أتحدث بصراحة، لقد تأثر سوق الكتاب، وتراجعت حركة الكتاب في السعودية وفي العالم العربي بشكل كبير.

وأضاف: هناك مؤثرات مباشرة وغير مباشرة، منها ثورة المعلومات الموجودة في العالم, التي أثرت على حركة الكتاب والنشر بشكل كبير، إضافة إلى القنوات الفضائية التي أخذت حيزاً كبيراً من وقت القراء, و"الفيسبوك" والكتاب الإلكتروني والآيباد والإنترنت.. كل هذه الثورات في التقنية أثرت على وقت القارئ، سواء كان مثقفاً أو شخصاً عادياً؛ فقد كان الشخص يستقطع من يومه ساعة أو ساعتين لقراءة كتاب يضعه بجواره دائماً، أما اليوم فالمثقف الذي يقرأ نصف ساعة جيد؛ فـ80% من وقته صار لأشياء أخرى. أما المؤثرات غير المباشرة على حركة الكتاب فتتمثل في وزارات الثقافة والإعلام في العالم العربي، التي ما زالت متأخرة جداً في دعم الكتاب وحركة وصناعة النشر.

وتابع محمد العبيكان: الآن لو تصفحت مواقع الإنترنت لوجدت المستطلعين بشكل كبير جداً، بالملايين، هؤلاء أين كانوا؟ كانوا يقرؤون الكتب، وأصبحوا الآن يتابعون الإنترنت.

وعن توزيع الكتب في العالم العربي قال "العبيكان": الناشرون يطبعون من الكتاب في حدود الـ2000 -3000 نسخة, ويجلسون يسوقونها من عامين إلى ثلاثة أعوام، وتصل أحياناً إلى 5 سنوات، وهذا المعدل ينطبق على 95% من الكتب التي تنشر بهذه الطريقة. أما الـ5% فهي الكتب الخارقة للعادة، التي تحقق أرقام توزيع قياسية تتجاوز الـ 10.000 نسخة، وبعضها يصل إلى 100.000 فهي نادرة.

وتابع : أما كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني فقد حقق مبيعات أكثر من 3 ملايين نسخة، وهناك كتب حققت أرقام توزيع جيدة مثل كتاب "حياة الإدارة" لغازي القصيبي؛ فقد تجاوز توزيعه نصف مليون نسخة, وكذلك كتب محمد حسنين هيكل والكتب الدينية ومؤلفات المشايخ المعروفين والمشاهير وبعض الدواوين الشعرية مثل ديوان الأمير خالد الفيصل؛ فكلها تجاوزت توزيعاتها أرقاماً كبيرة.

وأضاف "العبيكان": إن العالم العربي ما زال يعاني ثالوث الفقر والجوع والأمية. وتساءل: هل تجد شخصاً فقيراً يشتري كتاباً يقرؤه وهو جائع؟! فغذاء البطون قبل غذاء العقول، وهذا أمر معروف، والعالم العربي لديه أولويات، ولا يمكن أن تحقق مبيعات الكتب أرقاماً قياسية والقارئ يبحث عما يؤكل به أطفاله!!

وقال المدير التنفيذي لـ"مكتبة العبيكان": إن للتسويق دوراً كبيراً في توزيع الكتب في العالم العربي، وحجم التسويق لا يتوازن مع حجم الكمية الكبيرة التي تباع منها الكتب؛ فكتاب يصدر في ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا يُعلن عنه لأنه سيُباع منه 500 ألف نسخة, والعالم العربي يعلن عن كتاب سيُباع منه ألف نسخة. هناك فرق كبير جداً بين الحالتين؟ مضيفاً: إن سعر الإعلان أغلى من سعر الكتاب وبيعه؛ فكتاب يباع بالخارج بـ10 دولارات في السوق السعودي يُباع بـ10ريالات، وهناك كتاب يباع بـ50دولاراً وهنا يُباع بـ50 ريالاً؛ يوجد فرق كبير في المستوى المعيشي ومستوى الدخل بين العالم المتقدم والعالم العربي.

وقال "العبيكان": هناك أزمة مؤلفين في العالم العربي؛ فللأسف الشديد نجد المؤلفين - بعضهم وليس كلهم - يعرضون على الناشرين قصاصات ورق لنشرها، فترجع مردودها على القارئ وتكون سيئة؛ فلجأنا لبعض الكتب المترجمة.

وأكد العبيكان أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية تعدّ من أبرز الوزارات الرسمية في العالم العربي, التي تحافظ على حقوق الملكية الفكرية، وقال: ما زالت الوزارة تحافظ وتراقب وتساعد في القضاء على القرصنة على حقوق المؤلفين وعلى عمليات التزوير.

ونفى "العبيكان" بوصفه ناشراً أن يكون من الذين يجرون وراء أسماء مؤلفين لنشر أعمالهم، وقال: أنا بوصفي ناشراً أتعامل مع المادة العلمية, ولا أتعامل مع اسم الشخص؛ فقد يكون الشخص مشهوراً ومادته ضعيفة، ولا أخفي عليك سراً أننا اعتذرنا لبعض المؤلفين المشهورين عن بعض الكتب الموجودة في السوق؛ لأن لنا ملاحظات على المادة من ناحية ضعف المستوى أو المادة العلمية أو أن المضمون مكرر أو مشابه لمواضيع أخرى موجودة في السوق؛ فلدينا لجنة متخصصة في مكتبة العبيكان للتدقيق واختيار ما يصلح للنشر، تضم ثلاثة اختصاصيين يقيّمون الكتاب من الناحية التجارية، وثلاثة اختصاصيين من الناحية العلمية.

وعن الروايات التي حققت مبيعات خرافية مثل "بنات الرياض" وغيرها، وهل لو عرضت على "العبيكان" كان سينشرها، قال: "بكل صراحة ولأول مرة أعلنها: رواية بنات الرياض لم تحقق أي أرقام خيالية, وما أعرفه أنها لم تحقق أي أرباح، والمبيعات الخيالية من 100 ألف إلى المليون، أي الكتاب الذي يتعدى توزيعه 100 ألف نسخة يُعتبر إنجازاً ضخماً؛ فمثلا عندما تنظر إلى كتاب للشيخ محمد العريفي أو كتاب للدكتور غازي القصيبي أو للشيخ عائض القرني أو ديوان شعر للأمير خالد الفيصل تجد هذه الكتب قد حققت أرقاماً فوق المائة ألف؛ وبالتالي هذه تسمى مبيعات خيالية، أما "بنات الرياض" فقد طبعت 3 أو 4 طبعات، كل طبعة 5 آلاف نسخة، بمعنى 20 ألفاً، وهذه لا تعتبر خيالية، ولكن الإعلام أثار زوبعة كبيرة عن "بنات الرياض"، ولو عُرضت على مكتبة العبيكان لما نشرناها.

وعن أشهر كتاب نشرته "العبيكان" قال: كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني. ولم يتذكر كتاباً ندم على نشره, وقال: "لا يحضرني الآن". مضيفاً "أحياناً تقف الرقابة أمامي عائقاً بإصدار إذن الطبع".

وأرجع "العبيكان" إقبال الكثير من القراء على دور نشر ذات توجهات فكرية معينة في معرض الرياض الدولي للكتاب إلى "حب الشهرة".

وحول مشكلة تقلق مضاجع كل ناشر سعودي قال "العبيكان": الناشر السعودي عنده مشكلتان: الأولى في تسويق الكتاب وتوزيعه، والثانية في تجاهل المؤسسات الثقافية الحكومية لما ينتجه الناشر السعودي.
وأكد أنه يحرص تماماً على إعطاء المؤلفين حقوقهم، وقال: "المؤلف الذي ننشر له نرسل له تقريراً كاملاً في نهاية العام، وإذا كان له حقوق ألف ريال أو مائة ألف يأخذها، واسألوا المؤلفين أنفسهم عنا".