المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للتأمل


محمد الحجري
12-27-2010, 08:05 PM
يقول الله عز وجل


( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)


ومن اسماء الله سبحانه وتعالى الاول والاخر يقول ابن القيم غفر الله لنا وله وقدس الله روحه


(00فعبوديته باسمه الأَول


تقتضى التجرد من مطالعة الأسباب والوقوف عليها والالتفات إِليها، وتجريد النظر إِلى مجرد سبق فضله ورحمته،


وأَنه هو المبتديء بالإِحسان من غير وسيلة من العبد،


إِذ لا وسيلة له فى العدم قبل وجوده، وأَى وسيلة كانت هناك، وإِنما هو عدم محض، وقد أَتى عليه [حين] من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً،


فمنه سبحانه الإِعداد ومنه الإِمداد وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل أُخرى.


فمن نزَّل اسمه الأَول على هذا المعنى أَوجب له فقراً خاصاً وعبودية خاصة


وعبوديته باسمه الآخر


تقتضى أيضاً عدم ركونه ووثوقه بالأسباب والوقوف معها فإنها تعدم لا محالة وتنقضى بالآخرية، ويبقى الدائم الباقي بعدها، فالتعلق بها تعلق بما يعدم وينقضى،


والتعلق بالآخر عز وجل تعلق بالحى الذى لا يموت ولا يزول فالمتعلق به حقيق أَن لا يزول ولا ينقطع،


بخلاف التعلق بغيره مما له آخر يفنى به،


كذا نظر العارف إِليه بسبق الأَولية حيث كان قبل الأَسباب كلها، فكذلك نظره إِليه ببقاء الآخرية حيث يبقى بعد الأسباب كلها، فكان الله ولم يكن شيء غيره، وكل شيء هالك إلا وجهه


فتأمل


عبودية هذين الاسمين وما يوجبانه من صحة الاضطرار إِلى الله وحده ودوام الفقر إِليه دون كل شيءٍ سواه،


وأَن الأَمر ابتدأَ منه وإِليه يرفع، فهو المبتديء بالفضل حيث لا سبب ولا وسيلة، وإِليه ينتهى الأمر حيث تنتهى الأَسباب والوسائل فهو أَول كل شيء وآخره



فهو الأَول الذى ابتدأَت منه المخلوقات،


والآخر الذى انتهت إِليه عبوديتها وإِرادتها ومحبتها،


فليس وراءَ الله شيء يقصد ويعبد ويتأَله كما أَنه ليس قبله شيء يخلق ويبرأَ،


فكما كان واحداً فى إِيجادك فاجعله واحداً فى تأَلهك وعبوديتك، وكما ابتدأ وجودك وخلقك منه فاجعله نهاية حبك وإِرادتك وتأَلهك إِليه لتصح لك عبوديته باسمه الأَول والآخر،


وأَكثر الخلق تعبدوا له باسمه الأَول،


وإِنما الشأْن فى التعبد له باسمه الآخر


فهذه عبودية الرسل وأَتباعهم، فهو رب العالمين وإِله المرسلين سبحانه وبحمده.

الصقار القشيري
12-27-2010, 11:23 PM
يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180
جزاك الله خير اخوي محمد طرح وشرح جميل فك جزيل الشكر ووافر العرفان وتقبل مروري ودمت بود

آلــزوبعي
12-28-2010, 01:03 AM
جزاك الله خير اخي العزيز
وبارك الله بعمرك

النايف
12-28-2010, 02:48 AM
الله يجزاك الف خير ولا يحرمك الاجر
لك جزيل الشكر