المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملف العلمي لفقه وآداب وأحكام الصيام


تولين
06-29-2014, 08:43 PM
الملف العلمي لفقه وآداب وأحكام الصيام

البشارة بقدوم رمضان


البشارة بقدوم رمضان: أولا: البشارة لغة:

البشارة لغة:

قال الزجاج: "معنى يبشرك: يسرك ويُفْرحك، بشرت الرجل أبشره: إذا فرّحته، وبَشَر يبشر: إذا فرح".

وقال: "ومعنى يبشرك من البشارة".

وقال: "وأصل هذا كله أن بشرة الإنسان تنبسط عند السرور، ومن هذا قولهم: فلان يلقاني ببشرٍ، أي بوجه منبسط عند السرور"().

قال الجوهري: "والبشارة المطلقة لا تكون إلاَّ بالخير، وإنما تكون بالشرّ إذا كانت مقيّدة به، كقوله تعالى: {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران:21]. وتباشر القوم إذا بشّر بعضهم بعضاً.

والتباشير: البشرى، وتباشير الصبح: أوائله، وكذلك أوائل كل شيء".

قال: "والبشير: المبشِّر، والمبشِّرات: الرياح التي تبشر بالغيث"().

.

تولين
06-29-2014, 08:49 PM
البشارة والتهنئة بقدوم شهر رمضان:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة هي خير من ألف شهـر، من حُرِم خيرها فقـد حُـرم)) ([1]).

وما يُروى في الباب من حديث سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: ((أيها الناس قد أظلّكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، ...)) الحديث: فلا يصح([2]).

وحديث أبي هريرة المتقدم أصلٌ في تبشير وتهنئة الناس بعضهم بعضاً بقدوم شهر رمضان. قال ابن رجب: "كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقـتٍ يغل فيـه الشيطان؟! من أين يشبه هـذا الزمان زمان؟!"([3]).



([1]) أخرجه النسائي (4/129) في الصوم، باب: فضل شهر رمضان، بسند صحيح، عن بشر بن هلال قال: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي قلابة به. وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1992).
([2]) ابن خزيمة (1887) ك: الصيام، باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر. من طريق علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب به. وأخرجه الحارث في مسنده (321) وانظر: المطالب العالية، (1047) ك: الصوم، باب فضل شهر رمضان من طريق عبد الله بن بكر حدثني بعض أصحابنا رجلٌ يقال له: إياس، رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب به، وعند البيهقي في الشعب (3608) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا إياس بن عبد الغفار عن علي بن زيد به، والمحاملي في أماليه (293) من طريق الحسين ثنا سعيد بن محمد بن ثواب ثنا عبد العزيز بن عبد الله الجدعاني ثنا سعيد بن أبي عروبة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به. والحديث مداره على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، انظر: التقريب (4768)، تهذيب الكمال (2/434)، المجروحين لابن حبان (2/78) ط السلفي.
([3]) لطائف المعارف (ص279).

تولين
06-29-2014, 08:51 PM
إظهار الفرح والسرور بقدوم رمضان:

الفرح بمواسم الطاعات والحزن على فواتها أمر متفق عليه عند السلف.

قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:58].

قال هلال بن يساف: "بالإسلام وبالقرآن"([1]).

وعن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال: لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه، خرج عمر رضي الله عنه ومولى له، فجعل يعد الإبل، فإذا هو أكثر من ذلك، فجعل عمر رضي الله عنه يقول: الحمد لله. وجعل مولاه يقول: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر رضي الله عنه: كذبت، ليس هذا، هو الذي يقول: {قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]، وهذا مما تجمعون([2]).

قال القاسمي: "{قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ} يعني القرآن الذي أكرموا به {وَبِرَحْمَتِهِ} يعني الإسلام، {فَبِذَلِكَ} أي فبمجيئهما {فَلْيَفْرَحُواْ} أي لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر والوقع، {هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ} أي من الأموال وأسباب الشهوات، إذ لا ينتفع بجميعهما ولا يدوم، ويفوت به اللذات الباقية، بحيث يحال بينهم وبين ما يشتهون. والفاء داخلة في جواب شرط مقدر، كأنه قيل: إن فرحوا بشيء فبهما فليفرحوا"([3]).

وصوم رمضان أحد أركان الإسلام.

قال ابن رجب: "بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرؤي في المنام سابقاً لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أليس بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه، فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض)) خرّجه الإمام أحمد وغيره([4]).

من رُحِم في شهر رمضان فهو المرحوم، ومن حُرم فهو المحروم، ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو ملوم([5]).

وفي الباب حديث ضعيف، وهو ما رواه أبو مسعود الغفاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ وأهلَّ رمضان، فقال: ((لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنَّت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان))([6]).



([1]) تفسير الطبري (7/125).
([2]) تفسير ابن أبي حاتم (6/1960).
([3]) تفسير القاسمي (9/46).
([4]) أخرجه أحمد في المسند (2/333)، وابن ماجه (3925) في تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3171).
([5]) لطائف المعارف (ص280).
([6]) أخرجه ابن خزيمة (1886) في الصوم، باب ذكر تزين الجنة، لشهر رمضان. وفيه جرير بن أيوب البجلي، قال عنه البخاري في التاريخ الكبير (2/215): "منكر الحديث" . وكذا قال أبو زرعة وأبو حاتم كما في الجرح والتعديل (2/503)، وفيه عن يحيى بن معين: "جرير بن أيوب البجلي ليس بشيء".

تولين
06-29-2014, 08:51 PM
المستبشرون بقدوم رمضان:

الذين يفرحون بحلول شهر رمضان صنفان:

1. أهل الطاعة والإيمان:

يفرحون بما في رمضان من أنواع الطاعات، وما أعدّه الله لأهلها من الأجر والثواب ومن ذلك:

الصوم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))([1]).

قال ابن حجر: "قوله: ((إيمانا)) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، ((واحتساباً)) أي طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه"([2]).

صلاة التراويح:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))([3]).

قال النووي: "والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح"([4]).

قيام ليلة القدر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))([5]).

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان))([6]).

قال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((تحروا ليلة القدر)) أي احرصوا على طلبها واجتهدوا فيه"([7]).

العمرة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحجي معنا؟)) قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه - لزوجها وابنها – وترك ناضحاً ننضح عليه. قال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة))([8]). وفي لفظ: ((فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي))([9]).

قال ابن العربي: "حديث العمرة هذا صحيح، وهو فضل من الله ونعمة، فقد أدركت العمرة فضيلة الحج بانضمام رمضان إليها"([10]).

وقال ابن الجوزي: "فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد"([11]).

تلاوة القرآن:

عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة([12]).

2. أهل الغفلة واللهو والعصيان:

يفرحون بما في رمضان من ألوان المباحات واللهو والمحرمات، ومن ذلك:

المأكولات والمشروبات الرمضانية:

فتمتلئ الموائد امتلاءً عجيباً من ذلك، ولا يكاد يسلم من هذا الأمر إلا من رحم ربك، وقليل ما هم.

ولا يخفى ما في هذا الأمر من مناقضة لحكمة تشريع الصوم من تقليل الطعام الذي يساعد على صفاء النفس وسمو الروح؛ حتى يخف الجسد وينشط لصلاة التراويح، وعلى العكس حين يمتلئ المسلم من هذه الأطعمة ؛ فإن صلاة العشاء، تثقل عليه، ناهيك عن صلاة التراويح، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))([13]).

فوازير رمضان، والأفلام والمسلسلات الرمضانية:

وهذه فيها ألوان من المعاصي من سماع الأغاني المحرَّمة، وإطلاق البصر في رؤية ما حرَّم الله، وتضييع أشرف الأوقات فيما حرَّم الله.

مباريات كرة القدم التي تقام في هذه الشهر الفضيل.

اختلاط الجنسين في الأسواق:

فبعض ضعاف النفوس يرون شهر رمضان موسماً للغزل والمعاكسات، وممارسة ما حرّم الله، وفي هذا انتكاس أيُّ انتكاس . وحال الأسواق اليوم يندى لها الجبين، فعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في بناتهم، ويراقبوهنّ ويحافظوا عليهن.

فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع، ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عند رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته))([14]).



([1]) أخرجه البخاري (1901) في الصوم، باب:من صام رمضان إيماناً واحتساباً، واللفظ له. ومسلم (760) في صلاة المسافرين وقصرها، باب:الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح.
([2]) فتح الباري (4/251).
([3]) أخرجه البخاري (37) في الإيمان، باب:تطوع قيام رمضان من الإيمان. ومسلم (759) في صلاة المسافرين وقصرها، باب:الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح.
([4]) شرح مسلم (6/39).
([5]) البخاري (35) في الإيمان،باب قيام ليلة القدر من الإيمان. ومسلم (760) في صلاة المسافرين وقصرها،باب:الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح.
([6]) أخرجه البخاري (2017) في فضل ليلة القدر،باب:تحرِّي ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر.
([7]) شرح مسلم (5/58).
([8]) أخرجه البخاري (1782) في الحج،باب: عمرة في رمضان.
([9]) أخرجه البخاري (1863) في الحج،باب: حج النساء.
([10]) انظر: فتح الباري (3/604).
([11]) المصدر نفسه.
([12]) أخرجه البخاري (9) في بدء الوحي، باب بدء الوحي.
([13]) أخرجه الترمذي (2380) في الزهد، باب:ما جاء في كراهية كثرة الأكل . وقال:"هذا حديث حسن صحيح". وصححه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 5236)، والحاكم في المستدرك (4/331)، والألباني في صحيح سنن الترمذي (1939).
([14]) البخاري (893) في الجمعة، الجمعة في القرى والمدن.

تولين
06-29-2014, 08:56 PM
من أماني السلف الصالح بلوغ شهر رمضان:

قال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"([1]).

وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً"([2]).



([1]) لطائف المعارف (ص280).
([2]) المصدر السابق.

تولين
06-29-2014, 08:57 PM
أخطاء يقع فيها بعض الناس في استقبال شهر رمضان:

1. اغتنام آخر شعبان في الإكثار من الأكل والشرب:

إذا العشرون من شعبان ولَّت فواصل شـرب ليلك بالنهار

ولا تشرب بأقداح صغـارٍ فإن الوقت ضاق عن الصغار([1])

2. التسخط من قدوم شهر رمضان لمشقة الصيام:

قيل: إنه كان للرشيد ابن سفيه، فقال مرةً:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهـراً بعـد آخـر الدهـر

فلو كان يعديني الأنـام بقــدرة على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر

فأخذه داء الصرع، فكان يُصرع في كل يوم مرات متعددة، ومات قبل أن يدركه رمضان آخر([2]).

هذا حال الجهال، وإلا فإن الأكياس كانت السنَة كلها عندهم رمضان.

3. التلهف في شراء مؤن رمضان من المأكولات والمشروبات:

مر جابرٌ على عمر بلحم اشتراه بدرهم نقال: فقال له عمر: ما هذا؟! قال: اشتريته بدرهم، قال: كلما اشتهيت شيئاً اشتريته، لا تكون من أهل هذه الآية: { أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـٰتِكُمْ فِى حَيَـٰتِكُمُ ٱلدُّنْيَا} [الأحقاف:20]"([3]).

ودخل عمر على ابنه عبد الله وإذا عندهم لحم، فقال: ما هذا اللحم؟! فقال: اشتهيته، قال: أوكلما اشتهيت شيئاً أكلته، كفى بالمرء سرفاً أن يأكل ما اشتهاه([4]).

وباع قوم من السلف جارية لهم، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له، ويستعدون بالأطعمة، وغيرها، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟! لقد كنت عند قومٍ كل زمانهم رمضان، ردّوني عليهم([5]).



([1]) لطائف المعارف (ص276).
([2]) لطائف المعارف (ص276).
([3]) مصنف ابن أبي شيبة (5/140)، الزهد لابن أبي عاصم (1/124).
([4]) الزهد لابن أبي عاصم (1/123).
([5]) لطائف المعارف (ص278).

تولين
06-29-2014, 08:59 PM
أخطاء يقع فيها بعض الناس في استقبال شهر رمضان:

1. اغتنام آخر شعبان في الإكثار من الأكل والشرب:

إذا العشرون من شعبان ولَّت فواصل شـرب ليلك بالنهار

ولا تشرب بأقداح صغـارٍ فإن الوقت ضاق عن الصغار([1])

2. التسخط من قدوم شهر رمضان لمشقة الصيام:

قيل: إنه كان للرشيد ابن سفيه، فقال مرةً:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهـراً بعـد آخـر الدهـر

فلو كان يعديني الأنـام بقــدرة على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر

فأخذه داء الصرع، فكان يُصرع في كل يوم مرات متعددة، ومات قبل أن يدركه رمضان آخر([2]).

هذا حال الجهال، وإلا فإن الأكياس كانت السنَة كلها عندهم رمضان.

3. التلهف في شراء مؤن رمضان من المأكولات والمشروبات:

مر جابرٌ على عمر بلحم اشتراه بدرهم نقال: فقال له عمر: ما هذا؟! قال: اشتريته بدرهم، قال: كلما اشتهيت شيئاً اشتريته، لا تكون من أهل هذه الآية: { أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـٰتِكُمْ فِى حَيَـٰتِكُمُ ٱلدُّنْيَا} [الأحقاف:20]"([3]).

ودخل عمر على ابنه عبد الله وإذا عندهم لحم، فقال: ما هذا اللحم؟! فقال: اشتهيته، قال: أوكلما اشتهيت شيئاً أكلته، كفى بالمرء سرفاً أن يأكل ما اشتهاه([4]).

وباع قوم من السلف جارية لهم، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له، ويستعدون بالأطعمة، وغيرها، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟! لقد كنت عند قومٍ كل زمانهم رمضان، ردّوني عليهم([5]).



([1]) لطائف المعارف (ص276).
([2]) لطائف المعارف (ص276).
([3]) مصنف ابن أبي شيبة (5/140)، الزهد لابن أبي عاصم (1/124).
([4]) الزهد لابن أبي عاصم (1/123).

تولين
06-29-2014, 08:59 PM
فضائل شهر رمضان : قائمة محتويات الملف



1. فيه أنزل القرآن.

2. فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين.

3. أنّ الله اختصه بفريضة الصيام.

4. فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.

5. فيه استجابة الدعاء، والعتق من النار.

6. أن العمرة فيه تعدل أجر حجة.

تولين
06-29-2014, 09:03 PM
1. فيه أنزل الله القرآن

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ} [البقرة: 185].

قال ابن كثير: "يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم"([1]) .

قال محمد رشيد رضا: "إن الحكمة في تخصيص هذا الشهر بهذه العبادة هي أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، أفيضت على البشر فيه هداية الرحمن ببعثة محمد خاتم النبيين عليه السلام، بالرسالة العامة للأنام، الدائمة إلى آخر الزمان"([2]) .

قال ابن سعدي: "... هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم،وهو القرآن الكريم،المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية"([3]) .



([1]) تفسير القرآن العظيم (1/221).
([2]) تفسير المنار (2/158).
([3]) تيسير الكريم الرحمن (1/ 222 ـ 223).

تولين
06-29-2014, 09:05 PM
3 ـ أن الله اختصه بفريضة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال المقربة إليه سبحانه وتعالى، وأجلها، فهو سبب لمغفرة الذنوب والآثام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليـه وسلـم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)) ([1]) .

قال ابن بطال: "قوله: ((إيمانًا)) يريد تصديقًا بفرضه وبالثواب من الله تعالى على صيامه وقيامه، وقوله: ((احتسابًا)) يريد بذلك ليحتسب الثواب على الله، وينوي بصيامه وجه الله"([2]) .

وقال الطيبي: "يعني بالإيمان الاعتقاد بحقية فرضية صوم هذا الشهر، لا الخوف والاستحياء من الناس من غير اعتقاد بتعظيم هذا الشهر، والاحتساب طلب الثواب من الله الكريم"([3]) .

وقال المناوي: "وفيه فضل رمضان وصيامه، وأن تنال به المغفرة، وأن الإيمان وهو التصديق والاحتساب وهو الطواعية شرط لنيل الثواب والمغفرة في صوم رمضان، فينبغي الإتيان به بنية خالصة وطوية صافية امتثالاً لأمره تعالى واتكالاً على وعده"([4]) .



([1]) أخرجه البخاري في الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابًا من الإيمان (38)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في صيام رمضان وهو التراويح (760).
([2]) شرح البخاري (4/21).
([3]) الكاشف عن حقائق السنن شرح مشكاة المصابيح (4/137).
([4]) فيض القدير (6/160).

تولين
06-29-2014, 09:06 PM
5 ـ أن فيه استجابة الدعاء، والعتق من النار:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة)) ([1]) .



([1]) أخرجه أحمد (2/254)، وأبو نعيم في الحلية (8/257)، وقال الهيثمي في المجمع (10/216): "ورجاله رجال الصحيح"، وله شاهد عند ابن ماجه في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (1643)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (604): "رجال إسناده ثقات".

تولين
06-29-2014, 09:06 PM
6 ـ أن العمرة فيه تعدل أجر حجة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحجّي معنا؟)) قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه ـ لزوجها وابنها ـ وترك ناضحًا ننضـح عليه. قـال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرةً فيه تعدل حجة)) ([1]) .

قال ابن بطال: "قوله: ((كحجة)) يريد في ثواب، والفضائل لا تدرك بالقياس، والله يؤتي فضله من يشاء"([2]) .

وقال النووي: "أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كـل شـيء، بأنه لو كان عليه حجة فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن الحجة"([3]) .

وقال الطيـبي: "أي: تقابل وتماثل في الثواب؛ لأن الثواب يفضل بفضيلة الوقت"([4]) .



([1]) أخرجه البخاري في الحج، باب: عمرة في رمضان (1782)، ومسلم في الحج، باب: فضل العمرة في رمضان (1256) واللفظ له.
([2]) شرح البخاري (4/438).
([3]) شرح مسلم (9/ 2).
([4]) الكاشف عن حقائق السنن المعروف بـ "شرح المشكاة" (5/219).
وفي فضائل رمضان أحاديث كثيرة ضعيفة. انظرها في مبحث: "أحاديث لا تثبت في شهر رمضان وصيامه".

تولين
06-29-2014, 09:08 PM
الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام



.
أنواع الصوم: قائمة محتويات الملف



أولاً: الصوم الواجب:
1. صوم رمضان.
2. قضاء أيام رمضان.
3. صوم المتمتع والقارن في الحج إذا لم يجد الهدي.
4. كفارة الحلق في الحج – على التخيير - .
5. جزاء قتل الصيد للمحرم – على التخيير -.
6. كفارة القتل – على الترتيب -.
7. كفارة اليمين – على الترتيب -.
8. كفارة الظهار – على الترتيب -.
9. صيام النذر.
ثانياً: صيام التطوّع:
1. صيام داود عليه السلام.
2. صوم شهر الله المحرم.
3. صوم أشهر الحُرُم.
4. صيام ستٍ من شوال.
5. صوم يوم عرفةً لغير الحاج.
6. صيام العشر أو التسع الأيام من ذي الحجة.
7. صيام يوم عاشوراء.
8. صيام أيام البيض.
9. صيام يومي الاثنين والخميس.
10. صيام شهر شعبان.
ثالثاً: الصوم المحرّم:
1. صوم الدهر.
2. صوم العيدين: يوم الفطر والأضحى.
3. صوم المرأة بغير إذن زوجها.
4. صوم الحائض والنفساء.
5. صوم أيام التشريق تطوعاً.
6. صيام يوم الشك.
7. تقدم رمضان بصيام يومٍ أو يومين.
رابعاً: الصوم المكروه:
1. صيام يوم النيروز والمهرجان بغير قصد التعظيم.
2. إفراد يوم الجمعة بالصوم.
3. إفراد يوم السبت بالصوم.
4. صوم الوصال.
5. الصوم في السفر لمن يشقّ عليه.
6. صوم يوم عرفة للحاج.


.

تولين
06-29-2014, 09:09 PM
حِكم الصيام وأسراره : قائمة محتويات الملف



أولاً: حِكمٌ وأسرار تربوية :

1- تحقيق معنى التقوى .

2- الصيام يحفظ الجوارح عن الوقوع في الحرام .

3- الصيام يربي في النفس حقيقة الإخلاص لله عز وجل .

4- الصيام والصبر .

5- في الصيام تضييق لمجاري الشيطان .

6- الصيام يدعو الإنسان لشكر النعم .

7- الصيام يُثير في النفس مراقبة الله عز وجل والخوف منه .

8- الصيام وخلق الكرم والعطف على الفقراء .

9- في الصيام تتجلَّى وحدة المسلمين، وتعرف الأُمَّة أهمية الوقت .

ثانيًا: حِكم وأسرار صحية :

1- قول ابن القيم.

2- الصيام وصحة الجسم .

3- الصيام والجهاز الهضمي .

4- الصيام وأمراض الكليتين .

5- الصيام وعلاج البدانة .

6- الصيام وحماية الأسنان .

7- الصيام وأمراض الروماتيزم .

8- الصيام وأمراض الكبد .

9- الصيام وترك الدخان .

10- الصيام ومرض السكر .

11- الصيام والمعدة .

12- الصيام والأمعاء .

تولين
06-29-2014, 09:10 PM
الحكمة من التدرج في تشريع الصيام:

لم يفرض الصوم جملة واحدة ، وإنما شرع على التدرج ، قال ابن القيم في بيان الحكمة من ذلك : " لما كان ـ أي الصوم ـ غيرَ مألوف لهم ولا معتاد ، والطباع تأباه ، إذ هو هجر مألوفها ومحبوبها ، ولم تذق بعدُ حلاوته وعواقبه المحمودة ، وما في طيه من المصالح والمنافع، فخيرت بينه وبين الإطعام ، وندبت إليه ، فلما عرفت علته – يعني حكمته – وألفته ، وعرفت ما ضمنه من المصالح والفوائد : حتم عليها عيناً ، ولم يقبل منها سواه ، فكان التخيير في وقته مصلحة، وتعيين الصوم في وقته مصلحة ، فاقتضت الحكمة البالغة شرع كل حكم في وقته ؛ لأن المصلحة فيه في ذلك الوقت " ([1]) .

وقال ابن حجر الهيثمي: " وحكمته – أي التدرج – الرفق بالأمة ؛ لأنهم لما لم يألفوا الصوم كان يقينه عليهم ابتداء فيه مشقة ، فخيروا بينه وبين الفدية أولاً ، ثم لما قوي يقينهم ، واطمأنت نفوسهم : حتم عليهم الصوم وحده ، ونظير ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أول ما بعث لم يكلف الناس إلا بالتوحيد فقط ، ثم استمر على ذلك مدة مديدة ، ثم فرض عليهم من الصلاة ما ذكر في سورة المزمل ، ثم نسخ ذلك كله بالصلوات
الخمس،وكان كلما ازداد ظهوراً وتمكناً:ازدادت الفرائض وتتابعت،كل ذلك لما قررته من الرفق والتدرج في المراتب حتى تؤخذ بحقها"([2]) .



([1]) مفتاح دار السعادة ( 2 / 377 ) ، وانظر : ( 2 / 386 ) منه .
([2]) إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام ( ص : 78 ) ، وللتوسع انظر : العبادات وتطور تشريعها في زمن الوحي، لمحمد أنيس عبادة ، والتدرج في التشريع : ( مقال في مجلة الأزهر – السنة 37 ، ص : 146 وما بعدها ) لبدر المتولي عبد الباسط ، ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية( ص :74 – 78 ) ليعقوب الباحسين .

تولين
06-29-2014, 09:12 PM
هل فُرِض صيامٌ قبل فرض صيام رمضان؟

قال ابن حجر: " ذهب الجمهور – وهو المشهور عند الشافعية – إلى أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان " ([1]) .

وقال ابن جرير الطبري : " وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة بأن صوماً فُرِض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان ثم نسخ بصوم شهر رمضان ... فمن ادعى أن صوماً كان قد لزم المسلمين فَرْضُه غير صوم شهر رمضان الذين هم مجمعون على وجوب فرض صومه، ثم نسخ ذلك سُئل عن البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذْ كان ذلك لا يُعْلم إلا بخبرٍ يَقْطَع العذر" ([2]) .

واختار جماعة من العلماء أن صياماً قد فُرِض قبل فرض صيام رمضان ، ثم نسخ برمضان ، ثم اختلفوا في تحديد ذلك الصيام على قولين ([3]) :

1- يوم عاشوراء :

وبذلك قال أبو حنيفة ([4]) ، وهو رواية عن أحمد ([5]) ، اختارها الأثرم ([6]) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ([7]) .

ومن أدلتهم : حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة ، وترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) ([8]) .

قال ابن بطال : " دلّ حديث عائشة على أن صومه كان واجباً قبل أن يُفْرَض
رمضان ، ودل أيضاً أن صومه قد رد إلى التطوع بعد أن كان فرضاً " ([9]) .

2- ثلاثة أيام من كل شهر :

وإليه ذهب عطاء، مستدلاً بقوله تعالى : {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ a أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ} [البقرة: 183، 184].

قال عطاء : "كان عليهم الصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ولم يسم الشهر أياماً معدودات ، قال : وكان هذا صيام الناس قبل ، ثم فرض الله عز وجل على الناس شهر رمضان " ([10]) .



([1]) فتح الباري ( 4 / 103 ) ، وانظر : المجموع ( 6 / 433 – 435 ) للنووي .
([2]) جامع البيان ( 3 / 417 ) ، وانظر : تفسير المنار ( 2 / 150 ) .
([3]) انظر : الذخيرة ( 2 / 485 ) للقرافي .
([4]) بدائع الصنائع ( 2 / 262 ) .
([5]) الإنصاف ( 3 / 346 ) .
([6]) ناسخ الحديث ومنسوخه ( ص : 186 – 188 ) .
([7]) مجموع الفتاوى ( 25 / 295 ، 296 ، 311 ) ، شرح العمدة ( 2/ 573 – الصيام ) والاختيارات (164) للبعلي .
([8]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... } ( 4502 ) ، ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم عاشوراء ( 1125 ) .
([9]) شرح ابن بطال على البخاري ( 4 / 141 ) .
([10]) رواه الطبري في تفسيره ( 3 / 414 ) .

تولين
06-29-2014, 09:15 PM
هل فُرِض صيامٌ قبل فرض صيام رمضان؟

قال ابن حجر: " ذهب الجمهور – وهو المشهور عند الشافعية – إلى أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان " ([1]) .

وقال ابن جرير الطبري : " وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة بأن صوماً فُرِض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان ثم نسخ بصوم شهر رمضان ... فمن ادعى أن صوماً كان قد لزم المسلمين فَرْضُه غير صوم شهر رمضان الذين هم مجمعون على وجوب فرض صومه، ثم نسخ ذلك سُئل عن البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذْ كان ذلك لا يُعْلم إلا بخبرٍ يَقْطَع العذر" ([2]) .

واختار جماعة من العلماء أن صياماً قد فُرِض قبل فرض صيام رمضان ، ثم نسخ برمضان ، ثم اختلفوا في تحديد ذلك الصيام على قولين ([3]) :

1- يوم عاشوراء :

وبذلك قال أبو حنيفة ([4]) ، وهو رواية عن أحمد ([5]) ، اختارها الأثرم ([6]) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ([7]) .

ومن أدلتهم : حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة ، وترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه ) ([8]) .

قال ابن بطال : " دلّ حديث عائشة على أن صومه كان واجباً قبل أن يُفْرَض
رمضان ، ودل أيضاً أن صومه قد رد إلى التطوع بعد أن كان فرضاً " ([9]) .

2- ثلاثة أيام من كل شهر :

وإليه ذهب عطاء، مستدلاً بقوله تعالى : {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ a أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ} [البقرة: 183، 184].

قال عطاء : "كان عليهم الصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ولم يسم الشهر أياماً معدودات ، قال : وكان هذا صيام الناس قبل ، ثم فرض الله عز وجل على الناس شهر رمضان " ([10]) .



([1]) فتح الباري ( 4 / 103 ) ، وانظر : المجموع ( 6 / 433 – 435 ) للنووي .
([2]) جامع البيان ( 3 / 417 ) ، وانظر : تفسير المنار ( 2 / 150 ) .
([3]) انظر : الذخيرة ( 2 / 485 ) للقرافي .
([4]) بدائع الصنائع ( 2 / 262 ) .
([5]) الإنصاف ( 3 / 346 ) .
([6]) ناسخ الحديث ومنسوخه ( ص : 186 – 188 ) .
([7]) مجموع الفتاوى ( 25 / 295 ، 296 ، 311 ) ، شرح العمدة ( 2/ 573 – الصيام ) والاختيارات (164) للبعلي .
([8]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... } ( 4502 ) ، ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم عاشوراء ( 1125 ) .
([9]) شرح ابن بطال على البخاري ( 4 / 141 ) .
([10]) رواه الطبري في تفسيره ( 3 / 414 ) .

تولين
06-29-2014, 09:16 PM
مراحل فرض صيام رمضان :

قال ابن القيم : " وكان للصوم رتب ثلاث:

إحداها : إيجابه بوصف التخيير ، والثاني : تحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة ، فنسخ ذلك بالمرتبة الثالثة وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة " ([1]) .

دليل المرتبة الأولى :

قال تعالى : {وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].

قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه : ( لما نزلت {وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها ) ([2]) .

دليل المرتبة الثانية والثالثة :

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى
يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته ، فقال لها : أعندك طعام ؟ قالت : لا ، ولكن انطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه ، فجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] ففرحوا بها فرحاً شديداً ، ونزلت : {وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ} [البقرة: 187])([3]) .



([1]) زاد المعاد ( 2 / 31 ) .
([2]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } ( 4507 ) .
([3]) رواه البخاري في كتاب الصوم، باب قول الله جل ذكره: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث ... } ( 1915 ) .

تولين
06-29-2014, 09:40 PM
متى فُرِض صوم رمضان؟

لم يختلف أهل السِّيَر في أنّ رمضان قد فُرِض في السنة الثانية من الهجرة.

قال الطبري في حوادث السنة الثانية من الهجرة: "وفي هذه السنـة فُرِض ـ فيمـا ذُكِر ـ صومُ رمضان،وقيـل: إنه فرض في شعبان منها"([1]).

تولين
06-29-2014, 10:11 PM
آداب الصوم في رمضان: أولا: حفظ اللسان والجوارح عن اللغو والإثم: قائمة محتويات هذا الملف



1. حفظ اللسان، والجوارح عن اللغو والإثم:
والأصل في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) ([1]).

قال المهلب: "فيه دليل على أن حكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقص صيامه، وتعرض لسخط ربه، وترك قبوله منه". وقال غيره: "وليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه إذا لم يدع قول الزور، وإنما معناه التحذير من قول الزور والعمل به ليتم أجر صيامه"([2]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جُنَّه، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم...)) الحديث ([3]).

قال النووي: "فيه نهي الصائم عن الرفث وهو السخف وفاحش الكلام، ... واعلم أن نهي الصائم عن الرفث والجهل والمخاصمة والمشاتمة ليس مختصاً به، بل كل أحد مثله في أصل النهي عن ذلك، لكن الصائم آكد"([4]).

وعن عمر رضي الله عنه قال: (ليس الصيام من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو والحلف) ([5]).

وقال جابر رضي الله عنهما: (إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب، والمآثم، ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء) ([6]).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (إذا صمت فتحفظ ما استطعت) ([7]).

وقال عبيدة السلماني: "اتقوا المفطِّرَين: الغيبة، والكذب"([8]).

قال الغزالي مبيناً أدب الصوم: "فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور:

الأول: غض البصر، وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهى عن ذكر الله عز وجل.

الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والجفاء، والخصومة، والمراء وإلزامه السكوت، وشغله بذكر الله سبحانه، وتلاوة القرآن، فهذا صوم اللسان.

الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه.

الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام: من اليد، والرجل، وعن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار ([9])، فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام، فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصراً ويهدم مصراً.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش))، فقيل: هو الذي يفطر على الحرام، وقيل: هو الذي يمسك عن الطعام الحلال ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام، وقيل: هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام.

الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه، وكيف يستفاد من الصوم قهرُ عدوا الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره ؟! وربما يزيد عليه في ألوان الطعام، حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر. ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى، لتقوى النفس على التقوى.

سادساً: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقاً مضطرباً بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين؟ وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها"([10]).

وقال ابن الجوزي: "وللصوم آداب يجمعها: حفظ الجوارح الظاهرة، وحراسة الخواطر الباطنة، فينبغي أن يتلقى رمضان بتوبة صادقة، وعزيمة موافقة، وينبغي تقديم النية وهي لازمة في كل ليلة، ولا بد من ملازمة الصمت عن الكلام الفاحش والغيبة فإنه ما صام من ظل يأكل لحوم الناس، وكف البصر عن النظر إلى الحرام، ويلزم الحذر من تكرار النظر إلى الحلال"([11]).

وقال ابن القيم: "والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث ؛ فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته، وأَمِن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ... فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده فهكذا الآثام تقطع ثوابه، وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم"([12]).




([1]) أخرجه البخاري في الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم (1903)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([2]) شرح ابن بطال على البخاري (4/23) بتصرف يسير.

([3]) أخرجه البخاري في الصيام، باب: فضل الصوم (1894)، ومسلم في الصيام، باب حفظ اللسان للصائم (1151).

([4]) شرح مسلم (8/28، 29).

([5]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/272) باب: ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب.

([6]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/271)، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام .

([7]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/271)، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام.

([8]) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص125-126) رقم (179) بسندٍ لا بأس به.

([9]) قال الزبيدي: "أي عن تناول طعام فيه شبهة"، إتحاف السادة المتقين (4/412).

([10]) إحياء علوم الدين (1/110) وما بعدها، بتصرف.

([11]) التبصرة (2/80).

([12]) الوابل الصيب (ص43).

تولين
06-29-2014, 10:14 PM
2 ـ الإكثار من العبادة:
كان من هدية صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف.

وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة، وكان ينهى أصحابه عن الوصال([1]).

قال ابن رجب: "وكان جوده صلى الله عليه وسلم يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضاً، فإن الله جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة، وكان على ذلك قبل البعثة"([2]).

وقال أيضاً: "وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة منها: شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل فيه.

ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا.

ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر"([3]).

وقال القسطلاني: "ولما كان شهر رمضان موسم الخيرات ومنبع الجود والبركات ؛ لأن نعم الله فيه تزيد على غيره من الشهور، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من العبادات وأنواع القربات الجامعة لوجوه السعادات، من الصدقة والإحسان، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، ويخص به من العبادات ما لا يخص به غيره من الشهور، كما أن جود ربه تعالى يتضاعف فيه أيضاً، فإن الله تعالى جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة"([4]).

وإليك بعض العبادات التي لها مزيّة في رمضان:
· الجود، ومدارسة القرآن:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) ([5]).

قال النووي: "وفي هذا الحديث فوائد منها:

بيان عظم جوده عليه الصلاة والسلام، ومنها: استحباب إكثار الجود في رمضان.

ومنها: زيادة الخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم، ومنها: استحباب مدارسة القرآن"([6]).

· القيــام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) ([7]).

قال أبو الوليد الباجي: "... ثم بين الترغيب بقوله: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له، ما تقدم من ذنبه))، وهذا من أعظم الترغيب وأولى ما يجب أن يسارع إليه إذا كان فيه تكفير السيئات التي تقدمت له"([8]).

وقال النووي: "معنى ((إيماناً)) تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى ((احتساباً)) أن يراد الله تعالى وحده ولا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها"([9]).

· العمـرة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ((ما منعك أن تحج معنا)) قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدها وابنها على ناضح وترك لنا ناضحاً ننضح عليه، قال: ((فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة))([10]).

قال النووي: "أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كل شيء"([11]).





([1]) زاد المعاد (2/32).

([2]) لطائف المعارف (ص308، 309).

([3]) لطائف المعارف (ص311) بتصرف يسير.

([4]) المواهب اللدنية (4/327).

([5]) أخرجه البخاري في: بدئ الخلق، باب: ذكر الملائكة (3220) واللفظ له، ومسلم في الفضائل، باب: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس (2308).

([6]) شرح مسلم (15/69).

([7]) أخرجه البخاري في الإيمان، باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان (37)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب: الترغيب في قيام رمضان (759).

([8]) المنتقى (1/206).

([9]) شرح مسلم (6/39).

([10]) أخرجه البخاري في الحج، باب عمرة في رمضان (1782)، ومسلم في الحج، باب: فضل العمرة في رمضان (1256) واللفظ له.

([11]) شرح مسلم (9/2).

تولين
06-29-2014, 10:15 PM
شروط وجوب الصوم : قائمة محتويات الملف



1. الإسلام.
2. البلوغ.
3. العقل.
4. القدرة على الصوم.
5. أن يكون مقيماً (الإقامة).
6. الخلو من الموانع (الحيض والنفاس).

تولين
06-29-2014, 10:17 PM
1 ـ الإسلام:

قال تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَـٰتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَـٰرِهُونَ} [التوبة:54].

قال ابن جرير الطبري: "يقول تعالى ذكره: وما منع هؤلاء المنافقين، يا محمد، أن تقبل منهم نفقاتهم التي ينفقونها في سفرهم معك، وفي غير ذلك من السبل، إلا أنهم كفروا بالله ورسوله"([1]).

وقال القرطبي: "وما منعهم من أن تقبل منهم نفقاتهم إلا كفرهم"([2]).

وقال ابن كثير: "لأنهم كفروا بالله وبرسوله، أي والأعمال إنما تصح بالإيمان"([3]).

وقال السعدي: "والأعمال كلها، شرط قبولها، الإيمان، فهؤلاء، لا إيمان لهم، ولا عمل صالح"([4]).

وهذا الشرط باتفاق الأئمة رحمهم الله([5]).




([1]) جامع البيان (14/294).
([2]) الجامع لأحكام القرآن (4/92).
([3]) تفسير ابن كثير (2/565).
([4]) تفسير الكريم الرحمن (3/248).
([5]) انظر: المبسوط (3/54)، الذخيرة (2/494)، المجموع (6/254)، الإنصاف (3/280).

نبع الوفاء
06-30-2014, 12:23 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك

الأسـد الملك
06-30-2014, 12:31 AM
بارك الله فيكِ سيده تولين ونفع بعلمكِ

طرح رائع ومجهود جزاكِ الله خير عليه

ولكِ منا اجمل التحايا واطيبها

وكل عام وانتم بخير

şσσɱą
06-30-2014, 12:40 AM
جزاك الله خير غناتي
رائعه انتي
طرح راقي جداً
يستحق
*****