المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البَرَاء بن مالك


العامريه
12-12-2014, 01:50 AM
البراء بن مالك هو ثاني أخوين عاشا في الله أولهما هو أنس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه و سلم).
عاش (البَرَاء) حياته العظيمة المقدامة و شِعارُه [ الله ، و الجنة]
كانت كل أمانَّيه أن يموت شهيداً ، و يقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الحق و الإسلام ..
من أجل هذا لم يتخلف عن مشهد و لا غزوة ..
و في معركة اليمامة لم يكن جيش ((مسيلمة)) هزيلاً و لا قليلاً .. بل كان أخطر جيوش الردة جميعاً ..
و كان بأعداده و بِعتاده و باستماتة مقاتليه خطراً يفوق كل خطر ... و كان (( البراء بن مالك )) جميل الصوت عالِيَه ..
و ناداه القائد خالد تكلم يا براء : فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة و الدلالة و القوة .. تلك هي :
[ يا أهل المدينة .. لا مدينة لكم اليوم .. إنما هو الله ، و الجنَّة ]
و مضى وقت و المسلمون يتقدمون يسبقهم نصر مؤزَّر .. و المشركون يتساقطون في حضيض هزيمة مُنكرة ..
و اندفع المشركون إلى وراء هاربين و احتموا بحديقة كبيرة دخلوها و لاذُوا بها ... و هنا علا (( البراء )) ربوة عالية و صاح :
[ يا معشر المسلمين .. احملوني ، و ألقُوني عليهم في الحديقة ] فهو حين يقذف به إلى الحديقة يفتح للمسلمين بابها ،
و في نفس الوقت تنوشُه سيوف المشركين و تمزق جسده ، و يفوز بالجنة .. و لم ينتظر (( البراء)) أن يحمله قومه و يقذفوا به ،
فاعتلى هو الجدار و ألقى بنفسه داخل الحديقة و فتح الباب ، و اقتحمه جيوش الإسلام ..
و تلقىَّ يومئذ من سيوف المشركين بضعاً و ثمانين ضربة أثخنته ببضع و ثمانين جراحة ..
و في إحدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم إلى كل وحشية دنيئة يستطيعونها ..
فاستعملوا كلاليب مثبته في أطراف سلاسل مُحماةٍ بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف مَنْ تنالُه من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا ..
و كان (( البراء )) و أخوه العظيم (( أنس بن مالك )) قد وُكل إليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون ..
و لكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة فتعلق بـ (( أنس )) و لم يستطيع أنس أن يمسَّ السلسلة ليخلص نفسه ،
إذ كانت تتوهج لهباً و ناراً ... و أبصر (( البراء )) المشهد .. فأسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحماة تصعد به على سطح جدار الحصن و قطعها ..
و نجا (( أنس )) و ألْقَى البراء و مَنْ معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ..!! لقد ذهب كل ما فيهما من لَحم ، و بقي هيكلهما العظمي مُسمَّراً مُحترقاً ..!!
و قضى (( البطل)) فترة أخرى في علاج بطيء حتى بَرِيء ..
و ها هي موقعة (( تُستُر )) تجيء ليلاقي المسلمين فيها جيوش فارس ، و لتكون لـ (( البَرَاء )) عيداً أيَّ عيد ..
احتشد أهل الأهواز ، و الفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين .. و كتب أمير المؤمنين (( عمر بن الخطاب ))
إلى (( سعد بن أبي وقاص )) بالكوفة ليرسل إلى (( الأهواز )) جيشاً ..
و كتب إلى ((أبي موسى الأشعري )) بالبصرة ليرسل إلى (( الأهواز)) جيشا ، قائلاً له في رسالته :
[ اجعل أمير الجند سهيل بن عديّ .. وَلْيَكُن معه البَراء بن مالك ] و التقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز
و جيش الفرس في معركة ضارية .. و كان الأخَوَان العظيمان بين جيوش المؤمنين .. أنس بن مالك ، و البراء بن مالك ..
و بدأت الحرب بالمبارزة ، فصرعَ البراءُ وحده مائة مُبارز من الفُرس .. ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الفريقين ..
و اقترب بعض الصحابة من البراء ، و القتال دائر ، و نادوه قائلين :
[ أتذكُر يا بَراء قول الرسول عنك : رُبَّ أشْعَثَ أغْبَر ذي طِمْرَيْن لا يُوبَهُ له ، لَوْ أقسمَ عَلى الله لأبَرَّه ، منهم البَراء بن مالك .. ؟
(( يا بَرَاء ، أقسِمْ عَلى ربك ؛ لِيَهزمهم و ينصرنا ] ..
و رفع (( البراء)) ذراعيه إلى السماء ضارعاً داعياً :
[ اللهم امْنَحْنا أكْتَافَهم ... اللهم اهزمهم ... و انصرنا عليهم ... و ألْحِقْني اليوم بنبيك ] ...
و انقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم .. و نُصِرُوا نصراً مبيناً ..
و وسط شهداء المعركة ، كان هناك البَرَاء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر ..
لقد بلغ المسافر داره .. و أنهى مع إخوانه الشهداء رحلة عُمر جليل و عظيم ، و نُودُوا :
[ أنْ تِلكُمُ الجنَّةُ ، أُورِثْتمُوها بما كنتم تعملون ] ..

( مختصر من كتاب (( رجال حول الرسول )) لمؤلفه خالد محمد خالد ).

ترانيم
12-12-2014, 06:43 AM
قصة رائعه للصحابي الجليل البراء بن مالك رضي الله عنه
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك مني كل التقدير

مريم عبدالله
12-12-2014, 02:40 PM
لا إله الا الله ايش كان احوالهم رجال الدين ليدعو للاسلام حق الدعوه ..
استحقوا الثواب اذ جاهدوا لله حق الجهاد ..
بارك الله فيك يالغاليه
محبتي

العامريه
12-21-2014, 06:44 PM
شكرا لكم ع المرور
لاعدمت اطلالتكم الغاليه
دمتم بخير وعافيه

مُـٍترٍفـٍهْہٍ
12-21-2014, 08:35 PM
قصة جميلة
دمتي كما انتي

العامريه
12-26-2014, 10:08 PM
شكرا لكم ع المرور وجزاكم الله كل خير
لاعدمت اطلالتكم الغاليه
دمتم بخير وعافيه