منتديات ديوانية بني شهر - الإبل العملاقة جابت القطب الشمالي قبل 3.5 مليون سنة

http://www.flepedia.com/post_image/361_530_280.jpg

كما نعرف أن الجمل هو سفينة الصحراء و لكن أثبت الباحثون أن هذه الإبل عاشت فيما مضى في منطقة القطب الشمالي في كندا قبل. فقد تم العثور على حفريات للإبل يبلغ عمرها 3.5 مليون سنة في جزيرة إليزمير Ellesmere Island في أراضي شمال كندا, نونافوت Nunavut.

بناءا على الحفريات التي تم العثور عليها، فإن هذه الإبل يصل حجمها 30 في المائة أكبر من الجِمال الحالية و قد تم تحديدها باستخدام تقنية تدعى بصمات الكولاجين، مادة البروتين. و الكولاجين collagen هي هيكل البروتين الأساسي و يوجد في النسيج الضام للحيوان[1]، و الذي ينتج عنه مادة الجيلاتين عند غليانه.

و قد أظهرت النتائج التي نُشرت في مجلة الإتصالات الطبيعية Nature Communications أن الإبل الحديثة هي من سلالة هذه الجِمال العملاقة التي عاشت في غابات القطب الشمالي آنذاك و التي كانت أكثر دفئا بعض الشيئ مما هي عليه الآن.

و قال مُعدة الدراسة و المختصة في علم الأحياء القديمة و الحفريات في المتكف الكندي للطبيعة في أوتاوا، ناتاليا ريبسيىنسكي: "إن هذا هو أول دليل على أن الإبل عاشت في المناطق الجليدية، و قد كان هذا الشيئ مثير للدهشة حيث أننا تعودنا أن الجِمال تعيش في المناطق القاحلة و شبه القاحلة".

هذه الإبل و التي تنتمي إلى فصيلة كاميلوس Camelus، نشأت في أمريكا الشمالية خلال العصر الفجري المعروف باسم الإيوسين قبل حوالي 45 مليون سنة مضت، و انتقلت في وقت لاحق إلى أوراسيا عبر برزخ بيرينغ، و هو الجسر البري بين الاسكا و روسيا. و أكثر فصائل الإبل قرابة من هذه الفصيلة هي فصيلة اللاما، الألبكة.

ووجد الباحثون حوالي 30 قطعة من العظام التي كانت جزءا من قصبة ساق الجمل. التي إنتقلت إلى شمال أمريكيا الشمالية لمسافة تقدر ب 745 ميل (1200 كيلومتر).

و قد تم تحديد هوية الإبل و عمرها من خلال بصمة مادة البروتين (الكولاجين collagen)، و هي تقنية تقيس كمية بروتين العظام، تختلف الثديات في سمات كميات البروتين، و التي تبقى لفترة أطول من العديد من الجزيئات البيولوجية الأخرى في الجسم.

و قد أرخ فريق البحث هذه الإحفوريات إلى حوالي 3.5 مليون سنة مضت، و هي فترة تعرف باسم منتصف العصر الحديث الدافئ. و قالت ريبسيىنسكي أن الإبل آنذاك كانت تعيش تحت درجات حرارة تصل إلى سالب 1.4 درجة مئوية في الغابات الشمالية لكندا في القطب الشمالي.

إعتمادا على البصمات فإن العينة الأحفورية تشبه إلى حد كبير مواصفات الجِمال العربية الحديثة، و لكنه كان أكبر بثلثي الحجم تقريباً. و يخطط الباحثون مواصلة البحث عن بقايا الجِمال في منطقة القطب الشمالي. و تقول ريبسيىنسكي "نأمل أن نعثر على المزيد".