لماذا نبكي على الماضي



على الرغم مما نحن فيه من أمن وأمان ورغد عيش في عصرنا الحاضر الذي طغت عليه وسائل الحضارة المعاصرة ومن وسائل رفاهية



(وهذا فضل الله ونعمة منه)



فهناك العمائر الشاهقة والمساكن المريحة وهناك الأنوار الساطعة ليلًا حتى في النهار وهناك الطرق المزفتة والطرق السريعة وهناك وسائل النقل الحديثة من سيارات وطيارات وسفن وغيرها



وهناك وسائل الاتصال الحديثة ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة



والوظائف والرواتب والمآكل والمشارب والصحة في الأبدان والأمان في الأوطان



أما في الماضي فعكس ذلك حيث كان يسود الخوف والجوع والمرض وشظف العيش وصعوبة الاتصال وتسود الثارات والحروب وهذا غالبًا



ولكن هناك شيء جميل فقدناه في عصرنا الحاضر وكان موجودا في الماضي



ما هو هذا الشيء المهم....؟!



إنه شيء معنوي



فقدناه في نفوسنا



فقدناه في اعيادنا



فقدناه في لحمتنا



فقدناه في جيراننا



فقدناه في محبتنا لبعضنا



فقدناه في كثير من أمورنا



هذا الشيء هو المحبة والألفة التي كانت بيننا



حيث كان الجار يحمي جاره ويحفظ أهله في غيابه



كان الأخ يسأل عن أخيه ويدافع عنه بنفسه وماله



الكل يقف مع المحتاج للمساعدة حتى في بناء داره الحجر والطين بدون مقابل



كان الجميع يجتمعون في الأفراح والأتراح وفي كل وقت وحين



لم يكن بينهم اشكالات على الأراضي والحياة الفانية



عكس وقتنا الحاضر حيث تجد القضايا بالشرط والمحاكم والمراكز بين الأخوة الأشقاء والجيران



كانت النفوس صافية وعلى سيبل المثال



يستغيثون ربهم عند شح المطر فيغيثهم الله سبحانه



والقصد من هذا المقال هو العودة للمعاني النبيلة والصفات الحميدة البعيدة عن مطامع الدنيا الفانية تلك الصفات ا لموجودة في الماضي الجميل



لنجمع بينها وبين ما نحن فيه من خير ونعمة وازدهار



وليس ذلك على الله بعزيز


فــــــــهل نحــــن فاعـــــــــلون