- من غريب أمر الإنسان أنه درس كل شيء ؛ الحزن والجنون والإكتئاب والجوع كذلك العطش
فإجتهد في تفسيرها جميعها وفلسفها ما شاء له أن يفلسف إلا أبرز خاصية إنسانية وهي الضحك ؛
علماء هذا الزمان يقولون أن الضحك صفة إنسانية وهي عملية جبارة من أعمال العقل لا يقدر عليها
سوى الإنسان ؛ فما عليك من قرد يمطّ شفتيه ولا أسد يستعرض أنيابه ؛ فرحم الله المتنبي الذي
قال :- إذا رأيت أنياب الليث بارزة ..... فلا تظنن أن الليث يبتسم
فالضحك على حد تفسير علماء هذا الزمان هو ردة فعل لحادثة ما أو فكرة ما ؛ والوعي بالحادثة أو
الفكرة يحتاج إلى عقل وهذا العقل الواعي لا نجده إلا لدى البشر ؛
ربما كان المجنون يضحك وقد فقد عقله ولكن العلماء يرون في صاحبنا هذا المجنون أنه لا يضحك ؛
وإن ضحك فهو رد فعل هستيري لا علاقة له بضحك العاقل ؛ والأبحاث اليابانية الجديدة تؤكد أن
المعمرين كلهم كانوا من مجموعات مرحة ضاحكة ؛
ولما تصدى علماء الفسيولوجيا للأمر وجدوا أن الإنسان يستعمل 15 عضلة من عضلات وجهه أثناء
الضحك مقابل 47 عضلة يستعملها مكفهر الوجه عند الغضب ؛ في الضحك تنشط الدورة الدموية
وتتفتح الرئتان وتتوازن إفرازات الغدد الصماء ؛
لقد مضى ذلك الزمان عندما كان الإنسان ينظر للضحك على أنه إهدار للوقار ؛ في زماننا أصبح
مقياس الذكاء هو مقدرتك على فهم النكتة والإستجابة بالبسمة وإستطاعتك على إطلاق
الضحكة ؛ ولننظر لما قاله الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقد قال :-
روّحوا هذه القلوب وإلتمسوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان ؛ فالنفس جانحة إلى
اللهو طالبة للراحة فإن أكرهتها أضنيتها وإن أهملتها أرديتها .
]uJJJJJJJJJ,m gJJJJgJJJJJqJJJJJpJJJJJJJ; P ]uJJJJJJJJJ,m