|
تلك المكارم لاقعبان من لبن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فوالله إنه لمما يسرُّ النفس , ويبهج الخاطر , وشنِّف الأسماع , ويكحل العين , ماأكرم الله به جنود التوحيد , وحماة الملة والقبلة , من أبطالنا في الثغر الجنوبي , ضد زمرة البغي والعدوان , والمكر والطغيان , والجحود والكفران , المشركين مع الله غيره , الوالغين في عرض رسوله صلى الله عليه وسلم الشريف , الشاتمين لخيار الأمة , المخوِّنين لأهل الفضل والسؤدد , المعظمين لكل ضال متمرد .
وقسماً باللذي نفسي بيده , أن هذه التضحية , وذلك الاستبسال الذي رأينا بعض صوره , ونقل لنا شيء من خبره , لهي المكارم والمفاخر , وحقَّ لمن أكرمه الله بشيء منها أن يرتجز قائلاً :
تلك المكارم لاقعبان من لبن **** شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وهنيئا لمن قضى نحبه منهم مدافعاً عن دينه , وحامياً لثغر المسلمين , من رجس الأنجاس المعتدين , ولاحرم الله الأجر من ينتظر , وجعلنا وإياهم أجمعين ممن يلقاه وهم على الحق , ومابدلوا تبديلا .
وحقيق لمن كان له قريب أو صديق , أن ينتشي فرحا وسرورا , وغبطة وحبورا , مما يتسامح به الناس ويرونه , من صور التضحية والفداء , وهي والله صور مشرقة , لايقدر عليها إلا الأبطال ذوو الهمم العالية , والأنفس الأبية .
وشتان بين من يقتحم غمار المعركة , ليُخلِّص أسيراً , أو ينكأ عدوا , أو يقطع عليه الطريق , أو يباغته بضربة مجهزة , وبين من ملك من القوة التدميرية مالايخطر على عقل , ومع هذا فكم سمعنا ورأينا من هلعه وجزعه , بل بلغ من حاله أن تبول على نفسه من شدة الروع والفزع .
فلله أنتم يا أبناء التوحيد , يا أسود بلادنا الأشاوس , ياجنود الجو والبر والبحر , فقاتلوا أئمة الكفر , ولاتأخذكم بهم رأفة في دين الله , واحتسبوا ماتلقونه من الشدة عند الله , واثبتوا فأنتم على الحق المبين .
لله أنتم فكم من بيضة للإسلام حميتم , وكم من رأس للباطل قطعتم , وكم من مخطط لأعداء الدين أفشلتم , وكم من شامتٍ ناقم أغضبتم وأغظتم , وكم من موحد أسعدتم , فلاحرمكم الله أجر ذلك كله , وجعل لكم بكل خطوة تخطونها رفعة , وحطَّ عنكم بها زلة وخطيئة , وأعادكم إلى حيث كنتم سالمين غانمين مطهَّرين من الإثم والذنب .
تلك المكارم لا قعبان من لبن......وهكذا السيف لا سيف ابن ذي يزن
وهكذا يفعل الأبطال إن غضبوا......وهكذا يعصف التوحيد بالوثن
jg; hgl;hvl ghrufhk lk gfk Hf, lk hgl;hvl
|