بينما كنت أتصفـّح النت وجدت مقالة لأحد العلمانيين يتهكـّم فيها بمن وصفهم بالـ"إسلاميين"
لكثرة حديثهم عن العلمانية والعلمانيين والتحذير منهم ..
قرأت ما كتب من باب الفضول وإن لم أكن أنوِ الردّ لكون الساعة كانت السابعة صباحاً ولم أكن قد نمت طوال الليل، فليس لي مزاج للجدال، عدا عن أنـّني لا أحبّ جدالهم كثيراً، فمضـّرة ذلك أكثر من نفعه!! ..
ولكن أثناء قراءتي وصلتُ إلى فقرة رسمت بسمة على شفاهي
وشدّتني أن أنقل ما سبب بسمتي هذه إليكم
حيث كتب يقول :ـ
(( لكن هنا ايضا يبرز سؤال أخر محير، هل ان الأحكام القرانية و التي جاء بها القران
يمكن تطبيقها اليوم و يمكن أن نقيم الحدود في الزنا مثلا و السرقات و غير ذلك؟؟؟
شخصيا لحد هذه الساعة أجد الاجابة عويصة نوعا ما . فمن جهة أقرار النص القرأني
و تصريحه بذلك مباشرة لا يمكننا انكار ذلك و لكن أود أن أقول
الا توجد هنالك حكمة الاهية بأعتبار أن القرأن صالح لكل زمان و مكان
الصحفي أسماعيل دبارة كان لي معه حديث في هذا السياق و كان كلامه مقنعا جدا قال لي
لا أظن أن الله هذا الجميل الذي يحب الجمال و يخاف على عبده و يسعى لستره
بأن يحوله مشوها و ان تتحول مجتمعاتنا الأسلامية الى كمشة من الكائنات المشوهة
وما لونته باللون الأحمر هو مقصدي ..
لقد ارتسمت على شفاهي ابتسامة عريضة جداً وأنا أتأمـّل هذا الفهم "
المعوجّ"،
فذكرني بقصـّة ذلك العاصي الذي دخل المسجد مرّة فوجد لوحة مكتوباً عليها
"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" أو شيء نحو هذا،
فقال صلاتي لا تنهاني عن الفحشاء والمنكر، فترك الصلاة !!!
فصاحبنا العاصي هذا أخذ المعنى بصورة مقلوبة ، فترك الصلاة
بدل أن يترك الفواحش والمنكرات التي يفعلها حتى تقبل صلاته!! ..
ونحن هنا إن طبـّقنا هذا الفهم العلماني الأخرق في حياتنا، فسنجد أنـّه حينما يقول المدرّس للطلاب
إن لم تدرسوا للإمتحان القادم فإنـّكم لن تنجحوا فيه ، فسيصيح الطلاب قائلين يا ويلنا سنرسب في المادة .!!
وحينما يقول ابو خالد للعضو بديع الزمان إن لم تتقيد بالقوانين فستطرد ، فساصرخ قائلاً
يا ويلي سأخسر معرفي .!!!! إنـّها أمثلة ساذجة ، أليس كذلك ؟
إنـّها بالطبع كذلك ، فالطلبة والاعضاء حينما يسمعون مثل هذا التهديد والوعيد فإنّ الطلبة سيجتهدون في الدراسة لينجحوا
والاعضاء سيتقيدون في كتاباتهم بالقوانين حتـّى لا يطردوا ..
وكذلك حينما يسمع الناس أنّ السارق تقطع يده فإنـّهم سيمتنعون عن السرقة تجنـّباً لذلك ..
لا أن يسرقوا ومن ثم يبكون على تطبيق الحدّ عليهم!!!ا
على كلّ هذه ابتسامة من الإبتسامات التي يرسمها الطرح العلماني على شفاهنا بصورة متكرّرة
وإنـّنا ونحن نبتسم لا ننساهم من الدعاء بأن يفتح الله على قلوبهم ـ أو عقولهم ـ
ليعقلوا ويفهموا وينصفوا، على أقلّ القليل، إن لم يريدوا أن يتـّبعوا .