الملك فيصل رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان
أخي المجهر جزيل الشكر على هذا الطرح المميز عن شخصية مميزة تستحق ذلك
وإضافة لموضوعك الجميل أذكر لك قصة جميلة وقعت لأحد رجال قبيلة بني أثلة مع الملك فيصل قبل مايقارب الثمانين سنة
ويقال له ( بن مروان ) رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان ولقد عرفت هذا الرجل قبل أربعين سنة
هذا الرجل اتسم بالشجاعة والصدق وكان يملك قطيعاً كبيراً من الأغنام وقد لحقت به وبربعة سنين ماحقة
حيث لم تنزل على ديارهم قطرة ماء فأخذوا يرتحلون زرافات ووحداناً في جميع الإتجاهات أما هو فكان إتجاهه صوب الطائف
لعله يجد مبتغاه فأخذ يسوقها أمامه حتى وصل الطائف وليس معه رأسٍ منها فقد أفناها الجوع والعطش والجهد بعد ذلك أخذ يبحث
عن بعض جماعته هناك حتى اهتدى إلى أحدهم فأشار عليه بالدخول على الملك فيصل حيث كان نائب الملك عبدالعزيز على الحجاز
وكانت الطائف آنذاك مصيف الملوك والأمراء ولا تزال حتى اليوم وكان الوقت صائفاً حيث دخل صاحب القصة على الملك بعد أن وجد من سهل له الدخول
وتكلم عن ماحل به من مصيبه كبيرة في حلاله والذي لايملك من الدنيا سواه فنظر له الملك رحمه الله نظرة فاحصة وقال راداً عليه : يعطيك الله 0
فقام بن مروان ومع قيامه تلفظ بكلام بينه وبين نفسه أقرب ما يكون للجهر وقال : ( والنعم به خيرٍ منك ) فطلب منه الفيصل رحمه الله العودة
قال له : ماذا قلت : قال : قلت : والنعم به خير منك 0 قال صدقت 0 ثم كتب له شيكاً بخمسة آلاف ريال وقال : إن احتجت فعد لنا 0
رحم الله الفيصل الوقاف عند كتاب الله 0 ورحم الله بن مروان صاحب لسان الصدق والشجاعة الأدبية والذي قل أن نجد له مثيلاً في هذا الزمن 0
ووفق الله المجهر صاحب الموضوع والإختيارات الفريدة لمواضيعه وبارك الله جهوده للرقي بهذا الصرح 0
وليتقبل مني فائق شكري وتقديري مع غرشة طيب من معاصر الورود الطائفية وأزكى تحية 0