الموضوع: الماسونية
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2010, 04:14 AM   #4
معلومات العضو
http://www.baniathlah.net/uploads/1478601963663.png







يزيد غير متواجد حالياً

أحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12433168
يزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond reputeيزيد has a reputation beyond repute

افتراضي رد: الماسونية


القسم الثاني يتناول أثرها على روسيا والاتحاد السوفيتي.



من أشهر الكتب عن الماسونيه , وتحديدا على تاريخ الماسونيه في روسيا والأتحاد السوفييتي , بل ربما أفضلها والذي اعتبره مرجعا لا بد منه لأي باحث في موضوع الماسونيه من قراءته , كتاب التاريخ السري للماسونيه ( إكليل الشوك الروسي ) لمؤلفه الباحث الروسي بلاتونوف .

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء, وقد ترجم الى العربيه, سبب غناه هو أنه إعتمد على آلاف الوثقائق و المراجع العاليه السريه من صناديق kgb وكاله الاستخبارات السوفييتيه السابقة , وعلى مراجع قويه أيضا من الداخلية الروسية .

جاء الجزء الأول من الكتاب تحت عنوان [الماسون أساتذة الخيانة الحكومية] وفيه يستعرض المؤلف الخلوات الماسونية الأولى في روسيا القيصرية التي أسسها الوافدون الأجانب مثل القبطان الإنجليزي جون فيليبس في عام 1731 م وكانت تابعة لخلوة بريطانيا العظمى أو لمحفل الشرف الفرنسي العظيم، أي كانت الخلوات الماسونية في روسيا تُدار بالكلية من الخارج وكانت غالبية أعضائها من اليهود أو من الروس الوافدين من أصول أجنبية بولونية، وفنلندية ونحوها.‏

وخلافاً للمصالح القومية الروسية فقد تعاون الماسون الروس الأوائل مع أعداء روسيا في حروبها كافة، وكانوا يتلقون الأوامر من قادتهم الماسون من تلك الدول التي كانت في حروب طاحنة مريرة مع روسيا مثل بروسيا، واليابان وألمانيا؛ وفي أثناء اجتياح جيوش نابليون لروسيا ووصولها إلى مشارف العاصمة موسكو تعاون الماسون الروس مع الغزاة الفرنسيين وتمنوا هزيمة روسيا وإقامة نظام فيها موال لنابليون فرنسا وتحت وصايته.‏
وقد كان الشعب الروسي على مدى عقود طويلة سلبياً للغاية، تجاه (الأخوة الماسون) وقد عرفهم بالخونة، والمحتالين والزنادقة. لقد حاولوا استمالة الشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين وإغراءه، ولمَّا ابتعد عنهم أجهزوا عليه بمكيدة أدت إلى مقتله. والذاكرة الوطنية الروسية تزخر بأسماء مناضلين لامعين واجهوا الماسونية وفضحوا زيفها مثل الجنرال الروسي روميا نتسيف، والأكاديمي الشهير لومونوسوف الذي تحمل جامعة موسكو الأكاديمية الأكثر عراقة في العالم اسمه إلى يومنا هذا؛ والعالم المبدع بولوتوف الذي وجد في الماسونية سيفاً مسلَّطاً على الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية والأخلاقية الوطنية الروسية. وبسبب الاستياء الشعبي الروسي من الأنشطة الماسونية، وما عرفت به من حالات النصب والسكر والدعارة والعربدة ونشر الإباحية وممارسات لا أخلاقية فقد أصدرت الإمبراطورة الروسية كاترينا الثانية في عام 1782م مرسوماً بحظر الجمعيات السرية الماسونية كافة، وطردت كل الماسون من بلاطها أمثال بانين، وإيلاغين وخرابوفيتسكي.‏
ثم عادت مرّة أخرى في عام 1794م بمرسوم جديد يحظر كل الأنشطة والجمعيات الماسونية الصريحة أو المستترة.‏
وخلف الإمبراطور بافل الأول الإمبراطورة كاترينا الثانية على عرش روسيا عام 1797م، ووقع في حبائل الماسونية وكان منتمياً إلى خلوة (السيوف الثلاثة)، وحصل على لقب الأستاذ الكبير في (أخوية مالطا)؛ ولمَّا استيقظ ضميره إثر انكشاف الدور الذي مثّله الماسون في الثورة الفرنسية وإعدام الأسرة المالكة في فرنسا، عمد إلى التخلص منهم في روسيا مرة جديدة، ولكن عاجلوه بالاغتيال بوحشية مساء 11/3/عام 1801م.. فجاء خلفه الإمبراطور الكسندر الأول ضعيفاً أمام الماسون، وانتشرت الخلوات الماسونية في روسيا مثل خلوة أبو الهول، خلوة فلسطين، خلوة مكَّة، خلوة العربية، خلوة النجمة السداسية المضيئة ونحوها وكانت تابعة لمحفل الشرق الفرنسي العظيم أي تتلقى الأوامر من الخارج ولحساب ذلك الخارج. ولقد شغل الماسون مناصب مفصلية في الحكومة القيصرية في عهدالإمبراطور الكسندر الأول الذي توفي عام 1825م.‏
وقد أبرز المؤلف دور الماسون في الأحداث الدموية التي شهدتها روسيا إثر وفاة الكسندرالأول وانتقال العرش إلى أخيه قسطنطين الذي تنازل هو الآخر عنه لأخيه نيكولاي الأول وذلك يوم 14 كانون الأول من العام 1825م ذلك التنازل الذي باسم (العصيان الديسمبري) الذي أودى بحياة ألف ومائتي وسبعين مواطناً روسياً في مذبحة بشعة.‏
ومع مجيء الكسندر الثاني على عرش روسيا‏ (1856 إلى 1882م) شغل اليهودي الماسوني ليونيل روتشيلد (من أسرة آل روتشيلد المعروفة) منصبه الوكيل المالي للحكومة الروسية في الخارج. وقد ارتبط روتشيلد بتأسيس [الاتحاد العالمي للإسرائيليين] عام 1860م الذي ارتبط بالدسائس المعادية لروسيا تحت رعاية آلروتشيلد المالية، مع انتشار أربعين لجنة لهذا الاتحاد وسط يهود روسيا. ونشط اليهود الماسون تحت غطاء النظريات الثورية الاشتراكية، بغرض خلق رأي عام متعاطف معهم لإعادة بناء روسيا والعالم. وشعار الثورة الفرنسية من حرية ومساواة وأخوة كانشاء شعاراً ماسونياً صرفاً. إن كل الثوريين الروس كانوا إمَّا من الماسون وإمَّا مرتبطين بقوة معها، وقد أسس الماسوني الاشتراكي الروسي باكونين منظمة سرية باسم (حلف الأخوة الأمميين) وقد اصطدم هؤلاء في صراعهم على السلطة بنوع آخر من أممية ماركس؛ وكان همهم الأول هو القضاء على الوجود القومي الروسي وإقامة نظام جديد كوسموبوليتي (مصطلح يوناني أي لا قومي، أو عدمي القومية؛ لا وطني)، ثم قيام (الحلف الدولي للديمقراطية الاشتراكية)، وكان الماسوني الثوري باكونين يدعو علانية إلى الإرهاب والقرصنة والعصيان مع استخدام السكاكين.. وعمل إلى جانبه الوافد الألماني من الخارج نيتشاين.‏

وعندما استيقظ القيصر الكسندر الثاني من غفوته وضاق ذرعاً بالماسونية وأنشطتها التخريبية، كان الوقت متأخراً فعاجله هؤلاء بالاغتيال بعمل إجرامي بشع، بمثل ما انتهى إليه سلفه الإمبراطور بافل الأول. ويعتبر اغتيال القيصرالكسندر الثاني عام 1882م علامة فارقة في تاريخ روسيا، وقد أجَّج بذلك مشاعر العداءعلى اليهود عامة، بسبب ضلوع الكثيرين منهم في الدسائس والخلوات الماسونية التي اشمأزَّ منها الشعب الروسي.‏

وجاء الجزء الثاني من الكتاب تحت عنوان [الحقيقة الماسونية الكبرى] وفيه يتناول المؤلف الانتشار السريع للخلوات والمنتديات الماسونية في عهد القيصر نيكولاي الثاني، تحت غطاء الأحزاب الثورية والنضال من أجل الحرية والتقدم والاعتراف بحقوق القوميات.. أي بغرض تفكيك الدولة الروسية. ومن هذه الجمعيات الماسونية التي نشطت جمعية ماياك (المنارة) و(الرابطة المسيحية الدولية للشباب).‏

وقداتخذ (المجلس الماسوني الأعلى لشعوب روسيا) الذي عقد مؤتمراته السنوية بانتظام بدءاً من العام 1912 ولغاية 1916م قراره بالإطاحة بالقيصر ووضع، وموَّل خططاً عديدة لاغتياله أكثر من مرَّة؛ وضمن هذا الهدف جاءت حملة التشهير المنظمة بصديق الأسرة القيصرية (غريفوري راسبوتين) وصدور العديد من الكتب والمنشورات التي تناولت سيرته الشخصية بصورة فاحشة بذيئة ومنها كتاب (الشيطان المقدس) الذي ورد فيه أن راسبوتين على علاقة حميمية مع زوجة القيصر، وأنه سكير ماجن.. بغرض تشويه سمعة القيصر وسط الشعب الروسي.‏
وقد قاد وزير الداخلية الروسي لدى القيصر، الماسوني ويدعى دجونكوفسكي هذه الحملة القذرة التي انتهت باغتيال بشع لراسبوتين يوم 20 كانون الأول لعام 1916م ومن خطة الماسون يماكلاكوف عضو الحزب الديمقراطي الدستوري.‏
وقد تمكن الماسون من الوصول إلى مواقع النفوذ المفصلية في مجلس الدوما (البرلمان) والحكومة والقضاء الروسي حيث أن الأخير كان مخترقاً بكثافة من قبل اليهود والماسون معاً. لقد وقف نائب من (اتحاد الشعب الروسي) ويدعى ماركوف في مجلس الدوما وتناول مسألة الاختراق اليهودي لأجهزة الدولة بقوله: [إنكم تعرفون تماماً أن الشعب الروسي بكل فئاته يرفض أن يتحول إلى عبيدٍ لهذه الفئات اليهودية الطفيلية،..] وكان لليهود الماسون اليد الطولى في إراقة الدماء الروسية في الأحداث المأساوية التي شهدتها الساحة السياسية الروسية في نهاية العام 1905م.. وقد انكشفت الخطة الماسونية باغتيال القيصر في أثناء رحلته الصيفية عام 1906م باستخدام غوَّاصة وطائرة وجماعات مدربة مأجورة، وأُحبطت. في آب عام 1909م طلب الإمبراطور (القيصر) نيكولاي الثاني من رئيس حكومته ستولبين وضع خطة محكمة لتنظيف الدولة والمجتمع من الماسون، وقد تم إيفاد المبعوث الروسي ألكسييف إلى فرنسا لهذه الغاية بغرض التشاور والتنسيق مع [الرابطة الفرنسية المعادية للماسونية].. ووضعت الخطط لذلك بالتعاون بين قائد الدرك الروسي ميتس ووزير الداخلية كورلوف ووزير الاستخبارات راتاين.‏
ولكن الماسون عاجلوا رئيس الوزراء ستولبين بالاغتيال مطلع شهر أيلول عام 1911م. وكان القاتل يهودياً ماسونياً.‏
أمَّاخطة [مكافحة الماسون] التي أعدها ستولبين ورفاقه ووافق عليها القيصر نيكولاي الثاني، فقد جُمِّدت عملياً إثر اغتيال ستولبين، وبقيت حتى يومنا هذا دون تنفيذ! ونشط الماسون بعدها أكثر، وتولى رئاسة الحكومة الماسوني كوكوفتسون (من جمعية ماياك) وشغل دجونكوفسكي الماسوني أيضاً وزارة الداخلية، أما رئيس مجلس الدوما فكان الماسوني فولكونسكي وهو يهودي أيضاً.‏
ومع سنوات الحرب العالمية الأولى كان الماسون في معظم مواقع النفوذ والسلطة في مجلس الدوما والحكومة والإعلام، وكانوا يتلقون الأوامر بشكل أساسي في محفل الشرق الفرنسي العظيم. لذلك تم زج روسيا في هذه الحرب من قبل الماسونية العالمية بفرض تقاسم مناطق النفوذ في أوربة والعالم ومنها أيضاً روسيا ذاتها.‏
وكانت الحكومة الفرنسية برئاسة الماسوني فيفياني، أما الماسوني تشرتشل فكان آنذاك زيراًللبحرية، واللورد كيتشنر الماسوني أيضاً وزيراً للحربية البريطانية.‏
لقد نشط الماسون في سنوات الحرب العالمية الأولى بالتواطؤ مع نظرائهم البريطانيين والفرنسيين، والبلاشفة للإحاطة بالقيصر في الوقت الذي كانت فيه الجيوش الروسية في مواقع متقدمة على الجبهة في مواجهة ألمانيا.‏
وهنا يبرز الطابع الخياني للماسون الروس في موقفهم من الحرب التي أرادوا تحويلها إلى ثورة على القيصر يوم 22 شباط 1917م بافتعال أحداث شغب وعصيان مدني وعسكري.. وقد عمل البلاشفة وفق خطة محكمة مع الاستخبارات الألمانية لإنجاز ما سموه بانتفاضة 22 شباط في بتروغراد بغرض إيقاف الهجوم الكاسح للجيش الروسي داخل ألمانيا.‏
وإن الماسوني اليهودي كوزولوفسكي شغل الوسيط بين لينين والاستخبارات الألمانية في التحضير لأحداث 22 شباط 1927م. وقد أُجبِرَ القيصر نيكولاي الثاني يوم 2 آذار 1917م على توقيع وثيقة التنحي عن العرش إلى سكرتير المجلس الأعلى للماسون الروسينيكراسوف. وبتوقيع هذه الوثيقة بدأت عملية تدمير منظمة لروسيا لم تنته بعد حتى يومنا هذا.‏
وفي شهر نيسان 1917م انعقد في موسكو المؤتمر الماسوني لعموم روسيا ونوقشت في المؤتمر مسألة تسمية وإعلان روسيا [دولة ماسونية] بشكل صريح، لكن الماسون القدامى فضَّلوا التريث في ذلك لأسباب داخلية مع حلفائهم البلاشفة الذين شاركوا في الإطاحة بالقيصر.‏
وكانت الحكومات المتعاقبة في روسيا بدءاً من الثاني من آذار ولغاية الخامس والعشرين منتشرين أول لعام 1917م هي حكومات ماسونية صرفة ترأسها بالتعاقب كل من الماسون لفوف، ونيكراسوف، وكيرينسكي، وقد شكل اليهود ثلاثة أرباع اللجنة المركزية لمجلس بتروغراد الأول ومنهم كل من غولدمان، وغوندلمان، وروزنفيلد، وسوكولوف، وغوتس وغوريفتش وكيرينسكي.‏
لقد أبرز المؤلف العلاقة الوثيقة بين الماسونية والصهيونية، من خلال ما قامت به الحكومة الماسونية الأولى في روسيا بعد اغتصابها السلطة من القيصر بقوله:‏
وكان أكثر ما يقلق الماسونيين في الأشهر الأولى لحكمهم هو مسألة (بروتوكولات حكماء صهيون)، وقد أصابهم الذعر من نشرها. وبأمر من رئيس الحكومة الماسونية في موسكو اليهودي كيرينسكي تم تشكيل لجنة برئاسة الماسوني سفاتيكوف للقيام باستجواب أجهزةالأمن الروسية حول كيفية وصول ونشر البرتوكولات، والحصول عليها. وبأمر من كيرينسكي قامت اللجنة في أيلول عام 1917م بمصادرة وإحراق كل نسخ كتاب س.أ. نيلوس الذي احتوى نصوص بروتوكولات صهيون.‏
لقد هيأ الماسون الشروط المناسبة لوصول الطغاة البلاشفة إلى السلطة بانقلاب أكتوبرتشرين أول لعام 1917م، مع وجود علاقات وثيقة بينهما قبل الانقلاب وبعده، فكلاهما كان معادياً لروسيا التاريخية. كما يذكر المؤلف فإن لينين زعيم الحزب الشوعي السوفيتي ومؤسسه كان ماسونياً، مسجلاً في خلوة الفن والعمل الباريسية وحمل الدرجة 31، وبعضهم وجد أنه كان مسجلاً في خلوة لندن، وأن الماسون الباباوات السود حسب لفظ المؤلف كانوا أساتذة النظام البلشفي للينين وأعوانه وكانوا ممثلين بقوة في كل مستويات الحكومة السوفيتية، وجهازها الحزبي سنوات عديدة بعد وصول البلاشفة إلى الحكم. وفي عام 1922م اتخذ مؤتمر مجلس (الأممية الشوعية ـ الكومنترن) قراره الشهيربمنع الازدواجية في عضوية الماسونية والأحزاب الشوعية معاً، وعلى الشوعيين التخلي عن عضويتهم في المحافل الماسونية أو الطرد، لأن البلاشفة لم يرغبوا بتقاسم السلطة مع أحدٍ غيرهم، فقاموا بالتخلص من شركائهم الماسون بالتدريج، فغادر أبرز أقطابهم غوتشكوف إلى ألمانيا عام 1920م ومنها دعا إلى القيام بحملة صليبية على البلاشفة السوفييت.‏
وقسم آخر من الماسون انتقل إلى العمل السري في روسيا، وكان لهؤلاء دور مؤثر في التآمرعلى تدمير الاتحاد السوفيتي فيما بعد. وقد قام الماسون طيلة فترة حكمهم المباشر أونفوذهم داخل الحكومة السوفيتية ببناء أوكار فاضحة للدعارة المنظمة، بشكل علني فيوضح النهار بغرض تدمير الأخلاقية المسيحية والقومية الروسية لدى الشباب، وكانوامستعدين للقيام بكل الأعمال القذرة من أجل البقاء في السلطة.‏
لكن الماسون الذين وقفوا إلى جانب البلاشفة السوفييت في تصفية الحساب مع الكنيسة الأرثوذكسية قد أغفلوا أن الإرهاب الستاليني سينقلب عليهم. وفي عام 1926م قام ستالين بملاحقة الماسونيين وتصفيتهم وأعدم عدداً كبيراً من قادتهم البارزين إثرمحاكمات صورية ومنهم كل من الماسون: لوناتشارسكي (وكانت مقرَّبة جداً من لينين)،وسيريدا، وفون ميك، ومانويلوف، ونيكراسوف، وغورمان، وبوكي وسكوبليف، أمَّا تروتسكي فقد قام بتصفيته جسدياً في منفاه. على إثر القطعية بين نظام ستالين وخصومه على السلطة من الماسون، راهنت عصبة الأمم الماسونية (حسب تأكيد المؤلف لوصفها بالماسونية) على سياسة التصادم بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا، فألغت العقوبات المفروضة على ألمانيا وإيطاليا بمبادرة من فرنسا وبريطانيا مشكلة بذلك الظروف المواتية للحرب العالمية الثانية، مع استفزاز هتلر للقيام بحملة عسكرية واسعة على روسيا. وفي لقائه مع قادة المحافل الماسونية الأوروبية أعلن الرئيس الأمريكي الماسوني روزفلت بصراحة: [أجد نفسي مرغماً على تنفيذ سياسة محددة هادفة للوقوف في وجه الديكتاتورين هتلر، وستالين عبر ضربهما ببعض].‏

أماالسناتور هاري ترومان الذي أصبح لاحقاً رئيساً لأمريكا فقال: [في حال انتصر الألمان علينا مساعدة الروس، وإذا كان الأمر مغايراً فلا بدَّ من مساعدة الألمان، ليقتل بعضهم بعضاً]، وهذا هو مضمون الوثيقة رقم 121 لعام 1943م التي وقعها رئيس وكالة fbi الفيدرالية الأمريكية الماسوني دونوفان.‏

أمَّاالجزء الثالث من الكتاب فجاء تحت عنوان المقولة الماسونية: [الأموال الضخمة تصنع التاريخ]، وذلك في إشارة إلى حجم التسعين مليار دولار التي أنفقتها الإدارة الأمريكية لشراء عملاء النفوذ، وتمويل الأنشطة التي أدت إلى تفكيك وانهيار الاتحاد السوفيتي ومعه منظومة كاملة. وعملاء النفوذ هم رجال الظل في السياسة، وهم لا يقودون بل يوجهون، ويلقنون كيفية اتخاذ القرارات المناسبة لدولة ما، لحساب جهات أجنبية من الخارج (وغالباً لحساب الماسونية الصهيونية).‏

وقدأعلن آلان دالاس رئيس وكالة الاستخبارات المركزية cia عن خطته في الستينيات لتدميرالاتحاد السوفيتي عبر عملاء النفوذ بقوله: [سوف ندعم بكل قوة الأشخاص القادرين على التأثير، على مواقع القرار، والفنَّانين الذين سوف يمجدون الإحساس بالجنس والعنف والأعمال البوليسية، وينشرون المخدرات والغش والخداع، حتى تصبح مقولات الشرف والنظام والالتزام معانٍ فارغة، وجزءاً من الماضي]، ولذلك كانت الخطة الأهم إعادة تشكيل شبكة ماسونية عنكبوتية عبر عملاء النفوذ داخل الاتحاد السوفيتي، تؤدي إلى تفسخ المجتمع السوفيتي وانحلاله، ونسف الاقتصاد الاشتراكي من الداخل تحت معزوفة الإصلاح، والتطوير، والتحديث التي جاءت في الدعوة إلى البيريسترويكا أي إعادة البناء، وكأنها دعوة من الداخل السوفيتي، مع أنها طبخت خلف جدران cia وأقبيتها الماسونية قبل زمنٍ طويل. ومصطلح (إعادة البناء) هو مصطلح ماسوني صرف.‏
ومع مطلع الثمانينات كانت المخابرات المركزية تملك العشرات من عملاء النفوذ في مراتب السلطة، وداخل الحزب والـ kgb في موسكو، ممن تم شراؤهم وتجنيدهم خصوصاً في أثناء مهامهم الدبلوماسية وإقامتهم لدى الدول الغربية. وعلى رأس هؤلاء كان غورباتشوف الملقب بالحصان الأسود ومعه مجموعة من الباباوات السود من عملاء النفوذ مثل [بوبوف، أرباتوف، ياكو فيلف، كوروتيتش، غايدار، موراشيف، لوكين، نزاروف، بريماكوف، تشايباس، يلتسين، شيفار نادزة.. ودائرة كبيرة من رجال الظل الآخرين.‏
إن الخونة والعملاء الذين دمروا الاتحاد السوفيتي قد تمَّ إظهارهم وتقديمهم تحت مظلة (البيريسترويكا) مناضلين، ودُفعَتْ لهم مليارات الدولارات عبر الهياكل الإصلاحية مثل: (اللجنة الإصلاحية الاجتماعية الروسية، الصندوق الأمريكي من أجل الديمقراطية، معهد كريبل، معهد ساخاروف لحقوق الإنسان، الصندوق الأمريكي السوفيتي ـ المبادرة الثقافية،..).‏
أمَّا الحزب الشوعي السوفيتي فكان مخترقاً من الداخل، لأن كوادره القيادية هي أساساً من الفئات المهمَّشة في المجتمع، والمنعزلة عن قضايا الشعب والمواطنين، لذلك تحول بسهولة في فترة قصيرة تحت الدعوة إلى البيريسترويكا إلى تشكيلة ملتحمة ومتناغمة مع العصابات الماسونية والمافيات الدولية من وراء الكواليس.. وهذه الهياكل الماسونية الجديدة تحديداً هي التي تفرض الرقابة الشاملة على روسيا اليوم. في الأول من شباط لعام 1988م نُشِرَتْ المعلومات الأولى حول انتماء غوربتشوف إلى الماسونية في مجلة (مير ليخت) الألمانية.‏
ويوم 4 كانون أول لعام 1989م أبرزت صحيفة أمريكية في نيويورك صورة الرئيس بوش الأب يتصافح مع غوربتشوف بالطريقة الماسونية. وفي كانون الثاني 1989م انعقد في موسكو لقاءٌ ضم غوربتشوف وأعوانه من جهة، واللجنة الثلاثية الماسونية برئيسها ديفيدروكفلر، وهنري كسنجر رئيس منظمة بناي بريث الفوق ماسونية، والرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان، والياباني ناكاسوني وغيرهم بغرض بحث وهيكلة [النظام العالمي الجديد] الذي أعلن عنه لاحقاً. وفي مالطا وهي مركز محفل ماسوني شهير تم إبرام اتفاقية حاسمة بين غورباتشوف والرئيس الأمريكي جورج بوش عام 1989م، سرعان ما أدت إلى الاجتياح الأمريكي لدول أوربة الشرقية، واندحار الاتحاد السوفيتي.. وعلى التوازي كانت تتم عملية، تدمير منظمة للهياكل والبنى الحكومية والاجتماعية، والثقافية، وإقامة خلوات وأندية ومنتديات ماسونية على أنقاضها تمجد اقتصاد السوق والنمط الغربي الأمريكي للحياة.‏
وأصبح رجل المال والأعمال اليهودي الأمريكي د. سوروس عميل الموساد الإسرائيلي الشخصية الأكثر نفوذاً في موسكو لدى كل من غوربتشوف ثم لدى نظام يلتسين. لقد تم الإعلان عن تأسيس أول منظمة علنية ماسونية في الاتحاد السوفيتي باحتفال رسمي في أيار عام 1989م بافتتاح فرع لمنظمة (بناي بريث) لها في موسكو من ثلاثة وستين عضواً مع تبعيتها إلى المنظمة الأمريكية الأم برئاسة هنري كيسنجر الذي حضر افتتاحها.‏
وكان للماسون دور مهم في إحباط انقلاب آب لعام 1991م، وقد اعترف بذلك رئيس وكالة cia المركزية الأمريكية الذي حضر على عجل إلى موسكو (الماسوني المستر غيتس) وهنأ يلتسين بذلك.‏
وفي شهر آب 1992م أصدر يلتسين المرسوم 827 بإعادة إقامة العلاقات الرسمية بين الحكومة الروسية ومحفل مالطا، وعلى إثرها نشرت الصحف الروسية والعالمية صور يلتسين بزيِّ [فارس قائد] في محفل مالطا، أي عضو في الحكومة الماسونية العالمية.‏
ووقف يلتسين الماسوني يوم 16 تشرين الثاني لعام 1992م دون خجل أمام المراسلين والتلفزة لأخذ الصور التذكارية له بالوشاح الماسوني الجديد.. ومع الماسونية العلنية وخلواتها الجديدة انتشرت بشكل سريع الماسونية البيضاء بأنديتها الاجتماعية، بغرض إعادة صياغة ذهنية الإنسان الروسي وتم تأسيس فروع لتلك الأندية الماسونية الشهيرة في كل المناطق والمدن الروسية مثل أندية روتاري، ولايونز، ونادي بن كلوب، ثم نادي بن سنتر روسيا، وجمعيات البيئة، والآثار والفن ونحوها.‏

وفي 21 كانون أول عام 1993م تم إقرار ميثاق (أوروبة الكبرى)، ضمن الهيكلية الماسونية اللاقومية بمشاركة الماسون الروس وهم: تشوبايس وسيدرون، وبوربوليس وسوبتشاك.. ونظرائهم الغربيين جاك شيراك عمدة باريس آنذاك، ومارتينس رئيس وزراء بلجيكا السابق، وشوتلي وغيرهم.. وقد ورد في الميثاق بشكل صريح (ضرورة الصراع بحزم مع الدعوات القومية، والأًصولية الدينية الإسلامية والأرثوذكسية المسيحية حصراً) من أجل نشرالحقيقة الماسونية في حكومة عالمية يتربع على عرشها البابوات السود.‏


تابعوا
القسم الثالث يتناول أثرها على الولايات المتحدة الأمريكية.


 

__________________


  رد مع اقتباس