وها هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ـ فيما رواه اﻹمام أحمد ـ يُخبر ليلة اﻹسراء أنه قال:*
فلما كانت الليلة التي أُسري بي أتت عليَّ رائحة طيبة.. فقلتُ: ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟
قال: هذه رائحة ماشطةِ بنتِ
فرعون وأوﻻدها.*
كانت هذه المرأة تمشط بنت فرعون.. وذات يوم.. وبينما هي تمشِّط بنت فرعون، وإذا بالمِدْرى (المشط)، يسقط من يديها.. فقالت: بسم الله.. وكانت تخفي إيمانها من قبل.*
فقالت بنت فرعون: أبي؟
قالت: بسم الله ربي.. ورب أبيك.. ورب العالمين.*
قالت: إذن أخبرُه بذلك.*
قالت: افعلي..*
فذهبت فأخبرت أباها فرعون. فجاء في تجبّر وتكبّر وقال: أولك رباً غيري؟
قالت: ربي وربك ورب العالمين سبحانه وتعالى.*
فاغتاظ وقال: أوما أنت بمنتهية عن ذلك؟.*
قالت: ﻻ.*
فقال: إذاً أُعذِّب أو أقتُل؟.*
قالت: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}*
فراح يعذّبها.. أوتدَ يديها ورجليها.. وصبَّ عليها أنواع العذاب.. فكانت تمزج حﻼوة إيمانها بمرارة العذاب.. وتشتاق فتقول: إنما هي ساعات.. وإلى جنات ونَهَر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.*
يُرسل عليها العقارب لتلسعها علَّها تعود إلى عبادة
فرعون فتقول: ربي وربك الله رب العالمين.*
فيرسِلُ عليها الحيَّات لتنهشها.. فتقول: ربي وربك الله رب العالمين.*
قال: إذاً أقتلك وأحرقك بالنار..*
فأمر ببقرة من نحاس (قيل: إنه قِدرٌ على صورة بقرة) ثم جيء بها وبأوﻻدها.. فيأخذ الولد اﻷول ويرميه.. فتقف!!*
فيقول لها الولد الثاني: اصبري يا أماه فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرتِ.*
ثم يرمي بالثاني.*
ويرمي بهم واحداً بعد اﻻخر.. وهي تقول: ربي وربك الله رب العالمين. ولم يبقَ سـوى طفل رضيع على ثديها.. فتتردد في أن تلقي بنفسها من أجل هذا الرضيع!! فينطقه الله ويقول:*
يا أماه اقتحمي.. لَعَذابُ الدنيا أهونُ من عذاب اﻻخرة..*
فتقتحم النار مع طفلها الرضيع لتلقى الله تعالى راسخة بإيمانها..*
وكانت آسية بنت مزاحم ـ زوج
فرعون ـ تراقب الموقف وهي مؤمنة ولم تعلن إيمانها بعد..*
فلما رأت ما رأت من أمر الماشطة قالت له: الويل لك.. ما أجرأك على الله!!..*
قال فرعون: لقد اعتراكِ جنون الماشطة.*
قالت: بل امنتُ بالله ربي ورب الماشطة.. امنتُ بالله رب العالمين.*
ذهب
فرعون إلى والدتها وقال: ﻷذيقنها ما ذاقته الماشطة أو لترجع..*
فجاءت أمها تعرض عليها أن تتنازل عن دينها.*
قالت: يا أماه! أمَّا أن أكفر بالله فوالله ﻻ أكفر بالله!!.*
عندها أوتدَ يديها ورجليها.. ثم ربطها وألقاها في الشمس.. ومنع عنها الطعام والشراب.. وضُربت ضرباً مبرحاً... لجأتْ إلى فاطر السماوات واﻷرض:*
روي أنها لما قالت ذلك رُفعت دونها الحُجُب.. حتى رأتْ بيتها في الجنة.. فضحكتْ وهي تُعذَّب حتى قالوا: هذه مجنونة!! تُعذَّب وتضحك؟!.*
أمر
فرعون بعد ذلك بحجر يُلقى عليها وهي في أوتادها.. فما وصل الحجر إليها حتى أخذ الله روحها قبل ذلك.. فصارتْ مَثﻼً للذين امنوا!.*
وبالمقابل نجد امرأة أبي لهب ـ عم النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ كانت تسمِّي الرسول (صلى الله عليه وسلم) (مُذَمَّماً) ﻻ (مُحمداً)! وتقول: «مذمَّماً أبَيْنا، ودينَه قَلَيْنا، وأمْرَهُ عصيْنا»!!.*
ومشتْ بهذا الهجاء المسعور في مجالس قريش تسفِّه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتبثّ الفتنة، وتؤيد الكفر!*
فنزل قول الله تعالى فيها: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ *فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ *}.*
والمرأة كانت من كبراء قريش،ﻻ تشتغل باﻻحتطاب، وإنما شُبِّه سعيها بالوقيعة والبذاءة وإيقاد العداوات ضد اﻹسﻼم بمن تحمل الحطب للوقود!.*
وقيل:إنها كانت تحمل الشوك والحسك وتنثرها بالليل في طريق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
lha'i fkj tvu,k V¿C fkj tvu,k