لا أحبذ عادة الدخول في مواضيع الحوار خشية أن لا أعطي الموضوع حقه مما يضعني في حرج
أمام المتابعين خصوصا من يتهمني منهم أنني من النخبة .
أبدأ من حيث إنتهيتي أديبتنا الأخت سهر حيث تساءلتي عن الضجة التي أثيرت حول المقطع وهل
يستحقها ..؟ أقول أن الأمر أخذ أكبر من حجمه لرغبة كل شخص أن يدلي بدلوه في ما بات قضية
لذلك الإعتبار . وكان سبب تواحدي هنا هو الخوض مع الخائضين .
سأكتفي بما قاله عبقرية إسلامية متميزة هو مؤسس علم الإجتماع إبن خلدون ومجدد علم التاريخ
وصاحب الأفكار الرائدة في التربية التي تخطت عصره حيث قال في هذا الخصوص :
الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأطفال أثناء التدريس حيث نهى إبن خلدون عن ممارسة الشدة واستخدام
أسلوب القهر والتعسف مع المتعلمين لأنه يضر بتكوين شخصياتهم، فيقول : " من كان مرباه بالعسف
والقهر من المتعلمين سطا به القهر وضيق على النفس فى انبساطها ، وذهب بنشاطها ، ودعاه إلى
الكسل ، وحمل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما فى ضميره خوفاً من انبساط الأيدى بالقهر عليه
وعلمه المكر والخديعة ، وصارت له هذه عادةً وخلقاً ، وفسدت معانى الإنسانية التى له وهى الحمية
والمدافعة عن نفسه ومنزله ، وصار عيالاً على غيره فى ذلك ، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل
والخلق الجميل فانقبضت عن غايتها ومدى إنسانيتها فارتكس وعاد فى أسفل السافلين " ، وقدم ابن
خلدون أمثلة لأمم تعرضت لهذا القهر والتعسف فساءت أخلاقها ، ويختتم ابن خلدون فكره التربوى فى
الثواب والعقاب بقوله : ( ينبغى للمعلم فى متعلمه والوالد فى ولده أن لا يستبد عليه فى التأديب )
إنتهى رأي إبن خلدون مع الأخذ في الإعتبار لغة الإنشاء في عصره . ذلك المعلم فما بالكم بالوالدين أو
سواهما ممن يكبرهم من العائلة أخا أو أختا أو الأعمام والعمات .
شخصيا أرى أن ما مارسه معيض هو سادية فالأطفال في هكذا سن لا يستحقون تلك القسوة مهما
كان المبرر الذي إتخذه من يدافع عن فعلته تلك .
عذرا على القصور سيدة الحرف ومروضته الأخت سهر ومن يتابع ولكم من التقدير وافره .