كاتبنا القدير المتألق صاحب الأنامل الذهبية
يزيـــــــد
تمر النفس الإنسانية بحالات شديدة التباين خلال مسيرتها في الحياة فبينما تشرق أحيانًا، ويملؤها الطموح، ويدفعها الأمل لتحقيق معجزات تدهمها أمواج البأس ـ في أحيان أخرى ـ فتنهزم أمام المصائب والصعوبات والمخاوف.*
ولعل من أخطر ما يهدد سلام النفس الإنسانية، ويقضي على مقدراتها ويشل إمكانياتها استسلامها للإحباط والهزيمة الداخلية واستشعارها بلا فائدة، وأن شيئًا مما فسد لا يمكن إصلاحه، وأن الأجدى ـ وقد انسكب اللبن ـ أن نعكف عليه باكين نادمين بدلاً من القيام والبحث عن حل.*
ومن خطورة الشعور بالإحباط والهزيمة النفسية أنه يقضي على أي أمل للإصلاح مع أن الأمل لا ينقطع ما بقيت هناك حياة إلى جانب أنه ينطوي على راحة لا تخفى فبدلاً من الكدّ في سبيل الخروج من الأزمة يكتفي المحبط بالعويل واعتبار نفسه شهيد المصيبة! ومن ثم يعزو كل فشل لاحق إلى مصيبته التي وقع فيها أو أوقع نفسه بها، ومن ثم أيضًا تُسلمه كل مصيبة وهزيمة إلى أختها أو أكبر منها.*
للإسلام منهج فريد في علاج انكسار النفس أمام متاعب الحياة ومصائبها، وينبع هذا التفرّد من كون الإسلام منهجًا ربّانيًا شرعه من خلق النفس الإنسانية وأبدع أسراره، ويعلم وحده سبحانه مداخلها ومخارجها.*
ولا تقتصر روعة المنهج الإسلامي على إحكام تفاصيله ودقة توجيهاته بل تتعدى ذلك إلى القالب الذي سيق فيه الدرس؛ فلا يعرض الإسلام أفكارًا نظرية جافة قد يراها البعض صالحة، ويظنها آخرون ضربًا من الخيال وإنما يساق الدرس ضمن تجربة عملية واقعية حدثت على الأرض، وخاضها ناس من البشر في عصر الوحي أو فيما قبله، أصاب بعضهم في هذه التجربة وأخفق آخرون ومن ثنايا سياق التجربة الواقعية يُستخرج الدرس وتستنبط العبرة، فتلصق بوعي الإنسان ويقتنع الناس بإمكانية النسج على منوالها.*
ومع أن الله يحب عباده المؤمنين وينصرهم ويدافع عنهم إلا أنه يقدّر عليهم البلاء ويمتحنهم بالآلام ليقوّي عودهم؛ فيثبتوا في مواجهة الإحباطات، ويأخذ بأيديهم (من خلال هديه) ليدربهم على فن مواجهة الهزيمة النفسية والخروج مها بسلام بل بغنائم!!...
أشكر لك حبيبي هذا الطرح الراقي برقي شخصك الكريم.. مبدع بلا منازع..
تقبل فائق تحياتي وتقديري*