يحكى أنّ قلمين كانا صديقين ، ولأنّهما لم يُبريا كان لهما نفس الطّول ؛
إلّا أنّ أحدهما ملّ حياة الصّمت والسّلبيّة ،
فتقدّم من المبرأة ، وطلب أن تبريه .
أمّا القلم الآخر فأحجم خوفاً من الألم وحفاظاً على مظهره .
غاب الأوّل عن صديقه مدّة من الزّمن ،
عاد بعدها قصيراً ؛ ولكنّه أصبح حكيماً .
رآه صديقه الصّامت الطّويل الرّشيق فلم يعرفه ،
ولم يستطع أن يتحدّث إليه ...
فبادره صديقه المبري بالتّعريف عن نفسه .
تعجّب الطّويل وبدت عليه علامات السّخرية من قصر صديقه .
لم يأبه القلم القصير بسخرية صديقه الطّويل ،
ومضى يحدّثه عما تعلّم فترة غيابه وهو يكتب ويخطّ كثيراً من الكلمات ،
ويتعلّم كثيراً من الحكم والمعارف والفنون ..
انهمرت دموع النّدم من عيني صديقه القلم الطّويل ،
وما كان منه إلّا أن تقدّم من المبرأة لتبريه ،
وليكسر حاجز صمته وسلبيّته...
بعد أن علم :
أن من أراد أن يتعلّم لا بدّ أن يتألم
من أروع ما قرأت
p;hdm rgl ,Hgl >>!! p;hdm ,Hlg