حديثي ليس موجه لا لشخص ولا لجماعة
بل هو محاولة لإخضاع عقولنا للتبصر .
وقبل البدء انا ضد ما حدث في الحرم سواء اسلوب او مكان وضد تعاطينا مع الحدث.
اعتقد اننا اخضعنا الحادثة لعدد من الاعتبارات
وتعاطينا معها بصفتنا الحكماء وبدون منازع بل وكذلك المشرعين والقضاة.
ناقشنا في مقال سابق اسباب انكسار الانسان السعودي ، على الرابط
وهو يصب في صميم هذا الحدث،
كفانا الله وإياكم الانكسارات وما دعى هذا الشخص لما قام به.
هل كان ينوي هذا الشخص في حادثة الحرم
الانتحار ام كان يمثل انه يريد ذلك؟،
وهل يريد احراق بيت الله الحرام؟.
قيل لاحقاَ وعلى ذمة يقولون،
ان لديه مشاكل قانونية لم يتمكن القضاء من حلها ،
فأسعفته بنات افكاره بتمثيل عملية انتحار في مكان لا يمكن ان يسمح له فيه بإتمامها،
كما يستطيع ان يجلب اهتمام العالم فيه اليه.
دعونا مما سبق ولكن كيف تعاطينا مع الحادثه ونحن
لا نعلم الدوافع والمعاناة مهما كانت التي مر بها هذا الشخص ليتصرف هكذا تصرف،
ولا نعلم عن مستوى قدراته العقلية والعقائدية التي زينت له تصرفه هذا،
ولكن وبمجرد ظهور الخبر الغير رسمي
حكم الكثير منا عليه بأحكام مختلفة،
فهناك من قال اقتلوه وآخرين اخرجوه من الاسلام وآخرين شبهوه بابرهة وقليل شككوا في قدراته العقلية.
نحن نفكر ونحلل تصرفات البشر بل ونحكم عليهم من واقع معرفتنا وخلفياتنا وثقافتنا الخاصة عن السلوك البشري والذي يصبح ايمان راسخ لدينا بأنه هو الصحيح وما سواه شاذ وغير عقلاني ، كما اننا نحرم بل نلغي هذا الحق لمن يخالف ايماننا هذا.
لماذا انتقد تفكير او سلوك شخص ما؟
اذا كانت هذه الجماعة او هذا الشخص متزناً عقلياَ،
فلا بد ان لتصرفه الذي انا انكره مبررات او نهج او ثقافة عجزة جميع تحليلاتي عن تفسيره وذكائي عن فهمه،
ولكن في المقابل ما هو الانطباع الذي ستأخذه هذه الجماعة او هذا الشخص عني لو علم انكاري سلوكهم الغير مقبول بالنسبة لي ، هل سيكون حكمهم على بالمثل؟.
نحن بشر ما اوتينا من العلم إلا قليلا،
فلندع الخلق للخالق وللبيت رب يحميه.