أعتذر للبحر الذي أضناه ترددي على شاطئه أقذف بهمومي في لجته
وأشتنشق هواءه المحمل باليود ؛ أجلس في ركن قصي على سنديانة
الذكريات وأجترها بهدوء وأردد مع عبدالهادي بلخياط ترنيمته البديعة :-
ذكِّـريـهِ يـا رمـالَ الــشــــطِّ بالأمـس الـقـريـبِ
ذكِّـريهِ بـالـذي أمــســى علـى وَقْــد الـلـهـيـبِ
واسـألـيـهِ أيـن آمـالـي وحـبِّـي وحـــبــــيـبـي
ونـصـيـبـي يــوم أن كان من الـدنـيا نـصـيـبـي
ولكنه في كل مرة يفتح صدره لي ولغيري ممن يهرب إليه من متاعب
الحياة والإشتياق ؛ فللبحر أعتذر مما مضى ومما هو آت .