03-20-2016, 12:13 AM | #1 | |||
|
معلومة بلاغية تستحق القراءة
ما الفرق بين القرية والمدينة في القرآن من حيث المعنى؟؟؟ الجواب: اعتمد القرآن الكريم على [ طبيعة السكّان ] في مسمّياته للتجمعّات السكّانيّة ، فإذا كان المجتمع [ مُتّّفقاً ] على فِكْرة واحدة أو مِهنةٍ واحدة أسماه القرآن [ قرية ]. و نحن نقول مثلاُ: القرية السياحيّة، القرية الرياضيّة الجزء الثاني من الجواب.. في سورتيْ [ الكهف ] و [ يس ] وهما مِنْ أكثر السور قراءةً لدى المسلمين فهناك موضوع مدهشٌ للغاية في السورتين، هو: كيف تتحوّل [ القرية ] إلى [ مدينة ] في ذات الوقت، و دون مرور فترة زمنيّة ، حيثُ نجد في سورة الكهف ( حتّى إذا أتَيا أهْل قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أنْ يُضَيّّفوهمَا فوجدا فيها جداراً يُريد أنْ يَنْقضّّ فأقامَه).... ثم قال تعالى عنها ( و أمّا الجدار فكان لِغًلامَيْن يتيميْن في المدينة ) سورة الكهف و ذات الموضوع ورَدَ في سورة يس: ( و اضْربْ لهم مثلاُ أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون)..... ثم قال تعالي عنها في موضع آخر (و جاء منْ أقصى المدينة رجلٌ يسعى ) سورة يس فكيف انقلبت [ القرية ] إلى [ مدينة ] ببلاغةٍ مدهشة؟! هي ما تسمى بالبلاغة القرآنية. سنعود إلى سورة الكهف: فعندما اتّفق المجتمع على [ البُخْل ] عندها أسماه القرآن الكريم [ قرية ] وفي سورة يس عندما اتّفقوا على الكُفْر أسماها أيضاً [ قرية ]. و مثالُ آخر: عندما اتّفق قوم [ لوط ] عليه السلام على معصية واحدة قال تعالى: ( و نجّيناه من القرية التي كانت تعْمل الخبائث ) -سورةالأنبياء - و عِندمـا يُطلق القرآن الكريم مُسمّى [ مدينة ] يكون المجتمع فيه الخير و فيه الشرّ، أو يكون سكّانه في عداء مع بعضهم.. و الدليل على ذلك أنّ القرآن الكريم أطلق على [ يثرب ] اسم: [ مدينة ]،، وذلك لوجود منافقين و صحابة مؤمنين بنفس المجتمع ، فقال تعالى ( و من أهل المدينة مردوا على النفاق ) سورة التوبة آية 101، و ( مِن ) هنا تفيد التبعيض أي: ومن بعض أهل المدينة. لذلك لم يردْ في القرآن الكريم أنّ الله سبحانه قد أهلك [ مدينة ]، بل يُهلك القرى الكافرة تماماً. أي يأتي الهلاك عندما يعمّ الكُفر في المجتمع. نعود لسورة الكهف: عِندما أضاف [ العبد الصالح ] للمجتمع الفاسد، و أضاف الولدين [ الصالحَين ] إلى المجتمع البخيل. أصبح المجتمع [ مدينة ] ولم يعُدْ [ قرية ]. و كذلك في سورة يس، عندمـا أسلم أحد الأشخاص، أصبحت [ القرية ] الكافرة [ مدينة ] فيها الكفر و فيها الإيمان، لذلك قلب القرآن الكريم التسمية فوراً و بذات الحَدَث منْ [ قرية ] إلى [ مدينة ] حيث قال في بداية القصة "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " فلما أعلن أحد أهلها إسلامه سماها مدينة: "وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى"، و من روعة البلاغة في القرآن الكريم ، أنّ القارئ لا ينتبه أنّ [ القرية ] قد أصبحت [ مدينة ]. 👆سبحان من جعل القرآن الكريم آية ومعجزة... ولذلك تدبره نعمة ومتعة لا تنقطع. منقول المصدر: منتديات ديوانية بني شهر lug,lm fghydm jsjpr hgrvhxm hgrvhxm fghydm
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
معلومة, القراءة, بلاغية, تستحق |
|
|