08-31-2011, 01:58 AM
|
#1 | |||
|
أمي
لبعدي عنكِ شيءُ عظيم وكيف البعد و قد كنت يوما منكِ وفيكِ ؟ تنفسنا الهواء ذاته، شربنا الماء ذاته من ريقكِ إلى ريقي ضممتيني بجسدك الدافئ الحاني ما أحسست بظلمة قط رغم أن الظلام أحاط بي و ما كنت أبصر جميلةٌ تلك الليالي التي سهرناها سويا، وكيف كنتُ مزعجة حين أيقظتكِ من نومكِ فأقبلتِ إلي تضميني وتحدثيني كم كنتِ صبورة علي إذ لم أكن أنطق إلا القليل فلم تدخري جهدا لفهم مرادي تتكلمين بالاشارة تارة، وتارة بلغة حانية قريبة من لغتي حتى تعي ما أريد وعندما أتقنتُ الحديث لم تسأمي من ثرثرتي وتساؤلاتي التي تتكرر مرارا بل كان كل سؤال بالنسبة لك حديث جديد و بهجة ترسمينها على محياكِ أخذتي بيدي في أولى خطواتي بدوت كالعجوز و أنا أقع لعدم قدرتي على المشي فهرعتي تمسكيني وتعلميني . . . . أمـــي كبرتُ الآن وصرت أتحدث و أمشي و لدي أصدقاء أمي ، فترات مررت بها فشعرت بأني من جيل و أنت من الجيل المتأخر أصبح حديثك كحديثي عندما كنت طفلة لا تفهمينه، رغم ذلك بذلتِ قصارى جهدكِ حتى تفهميني فلماذا لم أفعل مثلك؟ لماذا إن طلبتي مني إصطحابكِ لقضاء مشاويرك أو حاجياتكِ لعدم قدرتكِ على المشي ما هرعت إليك كما هرعتي إلي عندما كنتُ صغيرة أتعثر في مشيي؟ بل تكاسلتُ و قدمتُ أعذارا شتى لماذا ما أعرتُ لطلباتكِ ذاك الإهتمام الذي أعرته لطلباتي وجعلته أولى أولوياتكِ لتحققينه لي؟ أمـــي قرأت قول الله تعالى : (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الاسراء /24) فلكِ يا أمي أذل و ألين الجانب لكِ يا أمي أخفض الجناح كالطير الكسير أغض الطرف عنكِ و أتجاوز عن زلاتكِ و أؤثر رغباتك على رغباتي و هواكِ على هوائي فكلانا لله عابد ولرضاه مبتغي ولن أمل حديثك و إن تكرر و لن أعرض عن تساؤلاتك وإن كثرت فما كان هذا صنيعك معي أمــــي كيف الإعراض عنكِ و قد كنتِ يوما نفسي! كيف البعد عنكِ وقد كان جسدك لي مسكنا وسكنا! كيف أغضبك و أعصيكِ و أنتِ الموحدة لله؟ راجية لي كل خير من نصحكِ وتوجيهك كيف أرغب نفسي عن نفسك وحب صحبي عن حبكِ ؟ أمـــــــــي أحبـكِ رغم تقصيري وتفريطي في حقكِ المصدر: منتديات ديوانية بني شهر Hld
__________________
  
|
|||
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
العرض الشجري