06-25-2015, 09:42 PM | #1 | |||
|
بركة السحور «}
ليس هناك وصفٌ يصدق على شهرٍ من الشهور كمدح شهر رمضان بوصف البركة فإن هذه الصفة تنطبق عليه من كلِّ وجه وإذا كانت البركة في حقيقتها الزيادة والنماء فرمضان -وفق ذلك بركةٌ في اﻷوقات بركةٌ في اﻷعمال بركةٌ في اﻷجور وأحد أوجه هذه البركة ما تفضّل الله سبحانه وتعالى به من نعمة السحور .
يتمثّل أمام ناظرينا حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تسحّروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه فهذا الحديث إشارةٌ واضحةٌ إلى ما تمتّعتْ به أكلةُ السحور من البركات والفضائل سواءٌ ما تعلّق بأمور الدنيا، أو توجّه إلى شؤون اﻵخرة . إن أوّل بركات هذه العبادة أن المسلم يقوم بها اتباعاً للسنّة واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان مداوماً عليها وهذا ما تُشير إليه اﻷحاديث فقد جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصﻼة فقيل له كم كان بين اﻷذان والسحور؟ فقال قدر خمسين آية رواه البخاري . قال ابن أبي جمرة كان صلى الله عليه وسلم ينظر ما هو اﻷرفق بأمته فيفعله ﻷنه لو لم يتسحر ﻻتّبعوه فيشقّ على بعضهم ولو تسحّر في جوف الليل لشق أيضاً على بعضهم ممن يغلب عليه النوم، فقد يفضي إلى ترك الصبح، أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر . ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العبادة كان كثيراً ما يُذكّر أصحابه بها، ويدعوهم إلى فعلها ويشير عليهم بين الحين واﻵخر ببركاتها وفضلها حتى ترسخ في أذهانهم فﻼ يدعونها وهذا واضح في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، حيث قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال ( هلمّ إلى الغداء المبارك ) رواه أبو داود والنسائي . وعن عبد الله بن الحارث أن أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت على رسول الله عليه الصﻼة والسﻼم وهو يتسحر فقال ( إنها بركة أعطاكم الله إياها؛ فﻼ تدعوه ) رواه النسائي . وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( البركة في ثﻼثة في الجماعة والثريد والسَّحور ) رواه الطبراني . وجاء عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه مرفوعاً ( السَّحور بركة فﻼ تدعوه ولو أن يجرع أحدكم ماء ) رواه أحمد . وأما ثاني بركات السَّحور وفضائله أنه مخالفةٌ ﻷهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين حُرموا من هذه المنحة اﻹلهيّة، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر ) رواه مسلم فالحديث يدلّ على أنهم لم يكونوا يأكلون تعبّداً في مثل هذه اﻷوقات. يقول اﻹمام الخطّابي كان أهل الكتاب إذا ناموا بعد اﻹفطار لم يحل لهم معاودة اﻷكل والشرب وعلى مثل ذلك كان اﻷمر في أول اﻹسﻼم ثم نسخ الله عز وجل ذلك، ورخّص في الطعام والشراب إلى وقت الفجر بقول { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط اﻷبيض من الخيط اﻷسود من الفجر } البقرة 187 . وثالث بركاته أنه تقويةٌ للعبد على العبادة وزيادةٌ في النشاط لعموم اﻻحتياج إلى الطعام ولو ترك السَّحور لكان في ذلك مشقّة على البعض ممن ﻻ يحتمل طول وقت اﻹمساك عن الطعام فقد يُغشى عليه وقد يفضي ذلك إلى اﻹفطار في رمضان وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( ﻻ ضرر وﻻ ضرار ) رواه أحمد وابن ماجه وزاد الدار قطني ( ومن شاقّ شقَّ الله عليه ) . ولعلّ هذا السبب الذي ﻷجله شُرع تأخير السَّحور ليكون فرصةً للنفس كي تأخذ نشاطها كامﻼً فقد كان عبد الله بن مسعود يعجل اﻹفطار ويؤخر السحور ويقول هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع رواه النسائي وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كنت أتسحّر في أهلي ثم يكون سرعةٌ بي أن أدرك صﻼة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري وهذا يدلّ على تأخير السَّحور بحيث أن سهﻼً رضي الله عنه كان يسرع بعد تسحّره إلى الصﻼة مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ مخافة أن يفوته شيءٌ منها . ورابع بركات السحور اليقظة في وقتٍ مباركٍ يتنزّل فيه الرّب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا نزوﻻً يليق بجﻼله فيقول هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى يطلع الفجر كما جاء في صحيح مسلم ومثل هذا الوقت المبارك يملؤه الصالحون بالذكر والتسبيح واﻻستغفار { والمستغفرين باﻷسحار } آل عمران 17 ومثل هذه اﻷوقات المباركة تكون مظنّة لﻺجابة . وخامس بركاته أن يكون في التسحّر استحضارٌ لرحمة الله تعالى بعباده ولو شاء ﻷمرهم بالوصال فكان في ذلك مشقّة عظيمةٌ عليهم ومظاهر الرحمة اﻹلهيّة تتجلّى في كلّ تشريعاته وأحكامه وأقداره . وأما سادس بركاته فهي صﻼة الله تعالى وصﻼة المﻼئكة على العبد، ويدلّ على هذا الفضل حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله ومﻼئكتة يصلون على المتسحّرين ) رواه أحمد . ونذكر في الختام أن أفضل ما يتسحر به المؤمن هو التمر فقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم المتسحرين بالتمر فقال ( نِعْمَ سحور المؤمن التمر ) رواه أبو داود وفضﻼً عن اﻷجر الحاصل من امتثال هذه السنّة، فإن للتمر قيمة غذائيّة عالية، تقوّي البدن وتعينه على تحمّل أعباء الصيام طيلة اليوم كما يقول اﻷطباء. المصدر: منتديات ديوانية بني شهر fv;m hgsp,v «C hgwo,v jv;f «C
__________________
|
|||
07-03-2015, 10:35 AM | #2 | |||
|
بارك الله فيك
__________________
أسوأ ما يحصل منا إننا حين نرى سلبية في أحدهم نُخبر كل من حوله ولا نخبره بها .! نحن نجيد التحدث عن بعضنا، لا مع بعضنا ! |
|||
07-03-2015, 07:36 PM | #3 | |||
|
جَزَاكِ الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الصخور, تركب, «} |
|
|