اختبار القياس.. تعزيز أم تعجيز!

اختبار القياس.. تعزيز أم تعجيز!

عائشة البكري

دائماً ما نبحث عن التطوير في حياتنا، في أفكارنا، في شخصياتنا، ودائماً ما نؤمن بواقع أن أي مرحلة انتقال في الحياة الواقعية يجب أن تبدأ من الصفر حتى نصل للنجاح المطلوب والهدف المنشود، ولن نستطيع مثلاً أن نبدأ هذا الانتقال من الرقم صفر إلى الرقم عشرة دون المرور بباقي الأرقام بينهما؛ لأننا حينها سنجد هذا النجاح يسقط ويتهاوى إلى أن يعود لمراحله الأولى، وسنجد أننا بدلاً من أن نتقدم خطوة واحدة سنتراجع عشرات الخطوات، ولن يبقى هذا النجاح إلا حلماً لا نراه إلا في المنام، وهذا ما أغفلته وزارة التربية والتعليم حينما جعلت من اختبار القياس أساساً لاجتياز أي قرار مصيري في حياة أي طالب علم، دون النظر للبنية الأساسية لمستوى التعليم الذي وضعوه منذ البداية في مدارسنا الحكومية، التي – للأسف - لا تتماشى مع تعجيزاتهم التي وضعوها أمام طلاب اليوم؛ فلو عدنا للتعليم الأساسي في المدارس وطرقه لوجدنا أنه ليس التعليم المنشود الذي ينمي روح التحدي لدى طالبي العلم، وبذلك جعلوا من هذا الاختبار قفزة سلبية ضررها أكثر من نفعها؛ فمرحلة الدراسة الآن، التي تُثقل كاهل الطالب يومياً واختباراته الدورية والنهائية، وتجعله تحت ضغط دائم عقلي ونفسي، لم تعد كافية لإثبات جدارة اجتيازه هذه المرحلة المصيرية؛ فمن يجتَزْها بالتسعينات أصبح كمن يجتازها بالسبعينات، إذن لماذا لا تلغى الاختبارات النهائية؟! لأنها أصبحت بالفعل بلا جدوى؛ فقد أصبحت اختبارات القياس هي الأساس التي يُبنى عليها مصير أي طالب؛ فبدلاً من أن يكون تخرجهم تعزيزاً لهم أصبح تعجيزاً لهم عن إكمال دراستهم. وللأسف، فإن من وضع فكرة تلك الاختبارات لم يكن قريباً من الحياة الفعلية للطالب، ولا يعلم أنه جعلها بمنزلة حجر عثرة في طريق طالبي العلم؛ فقد أصبح إكمال الدراسة كابوساً يورث للأجيال قبل تخرجهم؛ لأنه لم يكن هناك بنية تعليمية متينة يستطيع الطالب أن يستند عليها لتخطي اختبارات القياس؛ فهذه الاختبارات أصبحت بمنزلة تحدٍّ لجيل لم تُعزَّز قدراته من بداية دراسته حتى تخرجه؛ فلِمَ لا تكونون أكثر واقعية يا وزارة التربية والتعليم وتنظرون للبنية الأساسية قبل البناء عليها؟ فبدلاً من أن تُطوَّر مراحل التعليم ويوضع لها أسس صحيحة تدريجياً، إلى أن نصل إلى مرحلة التحدي والإبداع، أصبحنا نصنع التعجيز للحد من جعل جيلنا جيلاً متعلماً، يحمل شهادات تليق بهم وبقدراتهم،فكم من متخرِّج ومتخرجة أصبح مستقبلهم على ورقة قياس حلقت في مهب الريح بلا عودة، وللأسف أصبحنا نجد أن اختبارات القياس الآن أخذت تقحم نفسها في جميع المجالات، سواء لطلاب العلم أو لطالبي العمل.
إذن فكل صاحب شهادة ليس جديراً بها، وعلى الجميع اجتياز بوابة هذا الشبح؛ ليتنفسوا الصعداء أو ليدفنوا مستقبلهم تحت أقدامهم، ويكتبوا على ضريح شهاداتهم "حكم عليها بالإعدام في محكمة قياس". أيُعقل أن الغباء أصبح لدينا مستفحلاً لدرجة أننا لا نستطيع اجتياز هذا الاختبار، وإن اجتزناه فبدرجات تمحو ما كابدناه خلال المراحل الدراسية في لمح البصر؟ أم أن المنهج المختار لهذه الاختبارات أغبى من أن نستوعبه؟!
وبالرغم من ذلك لم تلاحظ أي جهة استخدمت هذا الاختبار إلى الآن إلا نتائج سلبية، كانت حصيلة اتخاذ قرارات على أسس لم يُنظر إليها من جميع الجوانب،والعذر السائد الذي نسمعه كأسطوانة تتكرر إلى أن أصبحت مشروخة هو أنه لا يعقل أن تسجل المدارس هذه المعدلات من التفوق والنجاح للطلاب، سواء حكومية أو خاصة؛ فنسبة ذكاء الطلاب ـ في نظرهم ـ محدودة، وليسوا في مستوى طلاب الشعوب الأخرى! وبذلك ينكشف القناع ويثبتون لنا أنهم أدرى بمستوى التعليم الفاشل المستخدَم في تغذية عقول أبنائنا وبناتنا، ويتضح لنا من خلال ذلك أيضاً أن ثقتهم فيما يقدمونه مهزوزة؛ وبالتالي يجب استحداث "فلتر" لتصفية طلبة العلم والعمل، وبدلاً من بناء جيل ومساعدته؛ ليصل إلى ما فوق السحاب؛ ليبني الوطن، فإنهم يحفرون في الأرض؛ ليدفنوا مواهبهم وقدراتهم ويختلقوا لهم أعذاراً واهية، وكل ما في الأمر أنه مجال دخل جديد يُدرُّ أموالاً طائلة على حساب مستقبل جيل واعد.
فيا وزارة التربية والتعليم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

المصدر: منتديات ديوانية بني شهر

---

hojfhv hgrdhs>> ju.d. Hl ju[d.!

 

تعجــيـــزززززززززززززز
بما تعنيه الكلمه من معنى
الله يصلح احوالنااااا
يعطيك العافيه تقبل مروري ..