عندما يحتاج "حافز" إلى "حافز"

عندما يحتاج "حافز" إلى "حافز"

عائشة البكري

كبرنا، وكبرت أحلامنا، درسنا، واجتهدنا، وثابرنا، وأصبحنا نحمل شهادات نفخر بها، وفي المقابل لم نجد مَنْ يفخر بنا؛ فكم منا يحمل أكثر من شهادة تخصصية، ويحمل دبلومات ودورات وخبرات، ولكن بالرغم من ذلك لم تساعدنا تلك الشهادات في التحليق بعيداً عن أرض الواقع المُرّ. تحولت شهاداتنا إلى أوراق متناثرة في منازلنا، نتأملها يومياً، أو معلَّقة على جدران غرفنا الصغيرة؛ لنبحث بداخلها على بصيص أمل كان قد بدأ في التلاشي يوماً بعد يوم. طرقنا الأبواب إلى أن أصبحت آثار أناملنا محفورة عليها، ولكن للأسف مَنْ وراء تلك الأبواب لا ينصتون. أطلقنا نبرات الحزن على حالنا على مدى سنين أَفُلت، ولم نجد مَنْ يلملم أحزاننا، إلى أن رفض والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله لنا وأطال في عمره - أن يرى أبناءه يائسين محطمين عاطلين وهم بناة الوطن، عندها خصص لكل متخرج لم يحالفه الحظ مصروفاً شهرياً كإعانة، يرفع بها معنوياتهم، ويشعل نور الأمل من جديد، ويعينهم بها على اجتياز مرحلة البطالة، ويعوضهم بها عن سنين ظلوا يبحثون فيها عن عمل شريف ولم يجدوا مَنْ يستجيب لهم في حينها، ويستقبلهم بوصفهم خريجين لم يتقاعسوا يوماً في طلب لقمة العيش. خصص لكل عاطل من أبنائه إعانة أدخلت السعادة على قلوبهم، وأنستهم مرارة أيام مضت، وأعطتهم دافعاً أقوى للاستمرار في البحث بعدما ظنوا أنهم أصبحوا في قائمة النسيان. هذه الإعانة فتحت بيوت الكثيرين، وأغنت الكثيرين عن السؤال، وسترت الكثيرين.. لكن للأسف عندما أصبح الأمر بيد حافز أصبح الأمر يحتاج إلى حافز لصرفها؛ فحافز أصبح يبحث دائماً عن حافز لصرف تلك الإعانة لنا، وكأننا لا نستحق ما أعطانا إياه والدنا ومليكنا - أطال الله في عمره - تقديراً منه لنا؛ ففي البداية وضعوا شرط العُمْر بغض النظر عن ظروف هذا العاطل، وكأنه هو من كان يرفض الوظيفة إلى أن تجاوز الخامسة والثلاثين، ثم أصبحت المبالغ تُخصم من البعض الآخر؛ لأن آباءهم يستلمون الضمان؛ فما دخل حالة بطالة الشخص باستلام والده الضمان؟! ثم وصلنا لشرط الدخول أسبوعياً وإلا سيُخصم من المبلغ، من دون النظر في هذا الشرط بنظرة عقلانية حقانية، وهي أن بعض المستفيدين من حافز لا تساعدهم ظروفهم لامتلاك حاسوب بالمنزل أو الحصول على شبكة الإنترنت أصلاً؛ فهي ليست مجانية؛ وبالتالي ضمنوا اقتصاص المبلغ من البعض، هذا غير الشروط الأخرى التي نُفاجأ بها يومياً. يا للعجب، مبلغ أعاننا به والدي خادم الحرمين الشريفين بعد الله، دون أي تعقيدات، فلماذا تخلقون التعقيدات من فوق مكاتب مخملية، وتنسون أن المجتمع طبقات؛ فهناك الطبقة المحتاجة والميسورة وفوق الميسورة؟ وما يضحكني في الموضوع هو اختلاق حافز لوظائف تعجيزية لمن هم ليسوا أهلاً لها؛ فمثلاً أعرف فتاة تم الاتصال بها وإعطاؤها وظيفة "مغسِّلة أموات"! لأنها اختارت العمل في المجالات الدينية!! هل أي شخص في نظركم لديه الجرأة ليستطيع تغسيل الميت؟ وبالتالي إذا رفضت سيُستقطع من مبلغ الإعانة الشهرية!! دائماً يجدون حججاً واهية وشروطاً تتجدد مرة تلو الأخرى. والدي خادم الحرمين الشريفين أوجد لأبناء الوطن حلاً؛ فلماذا أصبحتم تتلاعبون بشيء أعطاه مليكنا لأبنائه بلا شرط أو قيد، فما ذنب من مرت سنوات عمره وهو يبحث بلا جدوى؟! ما ذنب من لا تساعده ظروفه للدخول أسبوعياً؟! ما ذنب الكثير في قرارات مختلفة تتغير يومياً؟! لماذا لم تدرس خطة صرف الإعانات وشروطها قبل أن تُصرف، إن كنا لا نستحقها ونستحق أن تعوضنا عما عانيناه نفسياً ومعنوياً ونحن نقف في صفوف الانتظار؟ لماذا أُطلق عليها اسم إعانة "حافز" ما دام هو في الأصل "عاجزاً" عن صرفها دون اختلاق الأعذار؟ كل هذه التساؤلات أتركها لوزارة العمل وصندوق الموارد البشرية ووزارة المالية.. وأتمنى أن نجد لديهم الجواب، وألا يكون شعارهم "لا نرى، لا نسمع، لا نتكلم".

المصدر: منتديات ديوانية بني شهر

---

uk]lh dpjh[ "pht." Ygn

 

ابو خالد ,, موضوع في الصميم
,, هذا ماحصل بالفعل ,,
يعطيك العافيه تقبل مروري ..

 

كلام في صميم

يعطيك العافيه على الموضوع رائعه
بنتظار جديدك