9) احذر: ( رصد الأغلاط ) .
إن تتبع العثرات وجمع السقطات هي ميزة للمنتديات ، فحال فاعليها منبئ عن شره نفس في طلب الانتقام وإدامة الخصام .
ومن درر الشيخ الفاضل مشهور بن حسن – حفظه الله – ما سمعناه منه في بيت الله الحرام عام (1430) حيث قال : "لا يعتمد على هذه المنتديات إلا من نقص عقله ودينه ". أي فيما سبيله التراشق بين الدعاة ، وحصد ورصد للهنات .
ومعلوم أن الذي ساعد الفتنة على هذا الانتشار ، كون الكاتب خلف الأستار مختفيا عن الأنظار .
وقد جادت قريحة الشيخ المفضال عبد المالك بن رمضاني – حفظه الله – بوصف هذا الصنف : بـ(نت الجبان).
وأقولها – صريحة - : إن بعض الناس بسبب الفتنة صارت عنده مفاصلة مقيتة بين قوله وفعله ، فبينما هو جاد في تأكيد رفق أهل السنة بأهل السنة بنشره : (رفقا أهل السنة بأهل السنة) ، تراه ممن يخالف ما جاء فيها ، فينشر بين الموالف والمخالف ما فيه مثالب ومتالف تزيد الفرقة وتشعل الفتنة . قد تنكب سبيل الرفق بالرفقة وقد نابذهم وصيرهم فرقة .
فأين هم من قول العلامة العباد – حفظه الله - : " إن من أهل السنة من إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنة كتب في الرد عليه ، ثم إن المردود عليه يقابل الرد برد ، ثم يشتغل كل منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لما كان له من أشرطة كذلك ؛ لالتقاط الأخطاء وتصيد المثالب ، وقد يكون بعضها من قبيل سبق اللسان ، ويتولى ذلك بنفسه ، أو يقوم له غيره به ، ثم يسعى كل منهما إلى الاستكثار من المؤيدين له المدينين للآخر ، ثم يجتهد المؤيدون لكل واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيده وذم غيره ، وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف ممن لا يؤيده ، فإن لم يفعل بدعه تبعا لتبديع الطرف الآخر ، وأتبع ذلك بهجره .
وعمل هؤلاء المؤيدين لأحد الطرفين الذامين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع ، ويزداد الأمر سوءا إذا قام كل من الطرفين والمؤيدين لهما بنشر ما يذم به الآخر في شبكة المعلومات (الانترنت) .
ثم ينشغل الشباب من أهل السنة في مختلف البلاد بل في القارات بمتابعة الاطلاع على ما ينشر بالمواقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير ، وإنما يأتي بالضرر والتفرق ، مما يجعل هؤلاء وهؤلاء المؤيدين لكل من الطرفين يشبهون المترددين على لوحة الإعلانات للوقوف على ما يجد نشره فيها ، ويشبهون – أيضا – المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجع كل منهم فريقا ، فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك ."(رفقا أهل السنة ...ص/52).
واعلموا – رحمكم الله - أن بعض هذه التتبعات ، تدخل في باب الغيبة ، أو تكون نميمة لما فيها من قالة بين العلماء أو الدعاة .
وقد عجبت من بعض الطلبة كيف يكون مطية للشيطان ، وأعجب من ذلك كيف يقبلها منه الأتقياء والفضلاء ، وتنشر في المنتديات ، ولا تنكر ، فسبحان الله .
إن هذا الصنف من الطلبة إذا كان ينقل اليوم نميمة لك ، ويفشي سرا على خصمك فلا تأمن أن ينم عليك ، ويفشي سرك ، وقد رأيناهم .
من نم في الناس لم تؤمن عقاربه ... على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحـــد ... مــن أين جاء ولا من أين يأتيه
فالويل للعهد منه كيف ينقضــــه ... والويل للــود منه كيف يفـتـيـه
وقال ابن حبان – رحمه الله - : "ثمرة النميمة أنها تهتك الأستار ، وتفشي الأسرار ، وتورث الضغائن ، وترفع المودة ،وتجدد العداوة ، وتبدد الجماعة " (مختصر روضة العقلاء :ص/129).
يتبع ..............