البساطه البساطه

البساطه البساطه

سمو المكان وعبقه وحبال الوصل الممتد من اعماقه الى عليائه هذه الجماليات تصمد امام زخم الحضارات
ولاتندثر بالتقادم .كل ارض تشبه اهلها فاالإنشاد والغناء والحداءوصوت الناي بين الجبال وانشودة الغيمه والديمه ولون الزهور
والمروج الخضر تراه جزء من شخصية الفلاح القروي السروي ساكن الجبال . وكثبان الرمل والابل والحل والترحال تراه في
معاطف البدو وارديتهم وجزء من شخصيتهم. وريحة البان والجاوي وطعم الاكلات الاصيله في الاسواق الصاخبه في تفاصيل المدينه عشق لنفوس وغاية المراد للحضر
مااروعه من وفاء ونقاء بدون جفاء ومن ارتباط عانق السماء وقبل النجوم وطاف بسهيل والثريا والجوزاء واستراح على متن الغيوم.
لقد اخذتنا الحياه العصريه من ماضينا وقريتنا التي يشدنا الحنين اليها كل وقت وحين عند رؤية القمر وهو خجلان يتورى خلف السحاب
.والريح الفواح لزهور التفاح واوراق الريحان والنعناع والسنوت والشذاب ,عندما تشرب خلاصتها في اقداح الذكريات
المترعه برقية الحب وترياقه واكسير حياته .
لن انسى مـــــواكب الفواكه الصيفيه التي تجوب الطرقات المتعرجه الحلزونيه تمهيدا لبيعها في الاسواق الاسبوعيه وتلك الوجوه النيره البهيه النسائيه
التي تبيع النباتات العشبيه في زوايها والتي يتم جلبها من مغارس بهيه, والمحفل القروي الذي اقيم في سرادق السوق المختلط بريحة الجمال والطبيعه والفرحه والبهجه
وصوت الضحكات التي يعج بها المكان. وموسيقى السواني ومناظر الشيبان والولدان والنساء في السهل والوادي لجلب الماء والرعي وفي الزراعه
انهم اناس اعطو الدنيا حقها ولم ينسوى ربهم وتلوث وجوههم الكأبه والود المصطنع ولم يغير التجهم ملامحهم.
.. يتفقون على كل شيئ الا القطيعه والبغضاء والنميمه .كان المال اخر اهتماماتهم والمظاهر الكذابه ليست من عاداتهم
والحركه والنشاط برنامجهم ومنهاجهم من الصباح حتى غياب الشفق الاحمر.لم تثقلهم كروشهم وتتلبد الشحوم في اجسامهم ويعانون من الكسل والبلاده وتعوق حركتهم بشوتهم
انهم يعشون في تواضع وسكينه ووئام لم يتشددو في دينهم وينتطعون فيشدد الله عليهم ,ويستمعون لرعاعهم,كانت مزراعهم
تنعم با امطار موسميه وابارهم مليئة بالمياه الجوفيه وقلوبهم راويه مرويه.غاية المنى رضاء الله عليهم
مااحلى تلك الايام ومااحلى تجلياتها وسرد ذكرياتها.
دمتم كما انتم مع تراتيلي ومشاعري الزمانيه والمكانيه

المصدر: منتديات ديوانية بني شهر

---

hgfsh'i